هل يدوم الحب؟
«اِتِّقَادُ [ٱلْحُبِّ] ٱتِّقَادُ نَارٍ، لَهَبُ يَاهَ». — نش ٨:٦.
١، ٢ مَنْ يَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّمَعُّنِ فِي سِفْرِ نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ، وَلِمَاذَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
‹مَا أَرَقَّ هٰذِهِ ٱلنَّظَرَاتِ! يَا لَهٰذَا ٱلْعِنَاقِ ٱلْجَمِيلِ! مَنْ يُنْكِرُ أَنَّ ٱلْحُبَّ يَجْمَعُ بَيْنَ قَلْبَيْهِمَا؟!›. هٰذَا مَا كَانَ يَدُورُ فِي ذِهْنِ شَيْخٍ أَنْهَى لِتَوِّهِ مَرَاسِمَ زَوَاجِ عَرُوسَيْنِ. وَفِيمَا رَاحَ ٱلثُّنَائِيُّ يَتَمَايَلُ فِي حَلْبَةِ ٱلرَّقْصِ أَثْنَاءَ حَفْلِ ٱلزِّفَافِ، لَمْ يَسَعْ هٰذَا ٱلشَّيخَ إِلَّا أَنْ يَتَسَاءَلَ: ‹هَلْ يَصْمُدُ زَوَاجُهُمَا فِي وَجْهِ ٱلزَّمَنِ؟ هَلْ تُقَوِّي ٱلسَّنَوَاتُ حُبَّهُمَا أَمْ تُنْبِتُ لَهُ أَجْنِحَةً فَيَطِيرُ بَعِيدًا؟›. مَا أَرْوَعَ ٱلْحُبَّ بَيْنَ ٱلرَّجُلِ وَٱلْمَرْأَةِ حِينَ يَكُونُ قَوِيًّا لَا يَتَزَعْزَعُ! وَلٰكِنْ بِمَا أَنَّ وَاقِعَنَا مَلِيءٌ بِقِصَصِ ٱلزِّيجَاتِ ٱلْمُنْهَارَةِ، فَلَا بُدَّ أَنْ نَتَسَاءَلَ هَلْ هُنَاكَ حُبٌّ حَقِيقِيٌّ لَا يَمُوتُ.
٢ حَتَّى فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ أَيَّامَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ، كَانَ ٱلْحُبُّ ٱلْحَقِيقِيُّ نَادِرَ ٱلْوُجُودِ. فَقَدْ وَصَفَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ ٱلْحَالَةَ ٱلْأَدَبِيَّةَ ٱلَّتِي سَادَتْ آنَذَاكَ قَائِلًا: «قَدْ وَجَدْتُ رَجُلًا وَاحِدًا بَيْنَ أَلْفٍ، وَمَا وَجَدْتُ ٱمْرَأَةً بَيْنَ كُلِّ أُولٰئِكَ. اُنْظُرْ! قَدْ وَجَدْتُ هٰذَا فَقَطْ: أَنَّ ٱللهَ صَنَعَ ٱلْبَشَرَ مُسْتَقِيمِينَ، أَمَّا هُمْ فَسَعَوْا وَرَاءَ خُطَطٍ كَثِيرَةٍ». (جا ٧:
اَلْحُبُّ ٱلْحَقِيقِيُّ لَيْسَ مُسْتَحِيلًا
٣ لِمَاذَا ٱلْحُبُّ ٱلْحَقِيقِيُّ بَيْنَ ٱلرَّجُلِ وَٱلْمَرْأَةِ لَيْسَ مُسْتَحِيلًا؟
٣ اقرأ نشيد الاناشيد ٨:٦. إِنَّ عِبَارَةَ «لَهَبِ يَاهَ» ٱلَّتِي تَصِفُ ٱلْحُبَّ فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ مُعَبِّرَةٌ جِدًّا. فَٱلْحُبُّ ٱلْحَقِيقِيُّ هُوَ «لَهَبُ يَاهَ» بِمَعْنَى أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَصْدَرُ هٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْحُبِّ. فَهُوَ خَلَقَ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ وَوَهَبَهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلْحُبِّ. (تك ١:
٤، ٥ اِرْوِ بِٱخْتِصَارٍ قِصَّةَ نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ.
٤ وَلِلْحُبِّ ٱلْحَقِيقِيِّ بَيْنَ ٱلرَّجُلِ وَٱلْمَرْأَةِ مَزَايَا أُخْرَى فَضْلًا عَنْ كَوْنِهِ رَاسِخًا لَا يَتَزَعْزَعُ. وَقَدْ أَبْدَعَ نَشِيدُ ٱلْأَنَاشِيدِ فِي وَصْفِ ٱلْبَعْضِ مِنْهَا. فَفِي قَصِيدَةٍ تُشْبِهُ أَغَانِيَ ٱلْأُوبِرَا، يَرْوِي هٰذَا ٱلسِّفْرُ قِصَّةَ حُبٍّ بَيْنَ شَابَّةٍ مِنْ بَلْدَةِ شُونَمَ (أَوْ شُولَمَ) وَحَبِيبِهَا ٱلرَّاعِي. فَفِيمَا تَحْرُسُ هٰذِهِ ٱلْفَتَاةُ ٱلْكُرُومَ قُرْبَ مُخَيَّمِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ، يَقَعُ نَظَرُهُ عَلَيْهَا فَيُعْجَبُ بِجَمَالِهَا وَيَطْلُبُ إِحْضَارَهَا إِلَى ٱلْمُخَيَّمِ، وَيَرُوحُ يَسْتَمِيلُهَا لِيَكْسِبَ وُدَّهَا. لٰكِنَّهَا تُعَبِّرُ بِصَرَاحَةٍ مُنْذُ ٱلْبِدَايَةِ عَنْ حُبِّهَا لِلرَّاعِي وَٱشْتِيَاقِهَا إِلَيْهِ. (نش ١:
٥ بَعْدَ ذٰلِكَ، يَعُودُ سُلَيْمَانُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَمَعَهُ ٱلْفَتَاةُ ٱلشُّولَمِيَّةُ، فَيَلْحَقُ بِهَا ٱلرَّاعِي. (نش ٤:
٦ لِمَ مِنَ ٱلصَّعْبِ مَعْرِفَةُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ فِي هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟
٦ صَحِيحٌ أَنَّ سِفْرَ «نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ» ٱلَّذِي كَتَبَهُ سُلَيْمَانُ مَلِيءٌ بِٱلْعِبَارَاتِ ٱلْجَمِيلَةِ وَغَنِيٌّ بِٱلْمَعَانِي، وَلٰكِنْ مِنَ ٱلصَّعْبِ مَعْرِفَةُ مَنِ ٱلْمُتَكَلِّمُ فِي ٱلْمُنَاجَاةِ وَٱلْحِوَارَاتِ وَٱلْأَحْلَامِ ٱلْوَارِدَةِ فِيهِ. (نش ١:١) وَبِحَسَبِ ٱلْقَامُوسِ ٱلتَّفْسِيرِيِّ ٱلْجَدِيدِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)، «لَيْسَ لِحَبْكَةِ ٱلرِّوَايَةِ، ٱلْقِصَّةِ، تَسَلْسُلِ ٱلْأَحْدَاثِ، وَٱلشَّخْصِيَّاتِ أَهَمِّيَّةٌ كُبْرَى». لِذَا رُبَّمَا أُهْمِلَ ذِكْرُ أَسْمَاءِ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ حِفَاظًا عَلَى جَمَالِيَّةِ ٱلنَّصِّ ٱلشِّعْرِيِّ وَرُومَنْطِيقِيَّتِهِ. مَعَ ذٰلِكَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَنْ هُمُ ٱلْمُتَكَلِّمُونَ إِذَا أَخَذْنَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي يَقُولُونَهُ أَوْ يُقَالُ لَهُمْ.
«تَعَابِيرُ حُبِّكَ أَشْهَى مِنَ ٱلْخَمْرِ»
٧، ٨ مَاذَا يُقَالُ عَنْ ‹تَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ› ٱلْوَارِدَةِ فِي سِفْرِ نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ؟ أَعْطِ أَمْثِلَةً.
٧ تَكْثُرُ فِي نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ ‹تَعَابِيرُ ٱلْحُبِّ› ٱلْمُتَبَادَلَةُ بَيْنَ ٱلْفَتَاةِ وَٱلرَّاعِي. وَمَعَ أَنَّهَا تَعْكِسُ أَجْوَاءَ ٱلْبِيئَةِ ٱلشَّرْقِيَّةِ ٱلْعَائِدَةِ إِلَى مَا قَبْلَ ٠٠٠,٣ سَنَةٍ تَقْرِيبًا وَقَدْ تَبْدُو بِٱلتَّالِي غَرِيبَةً لِقُرَّاءِ ٱلْيَوْمِ، فَهِيَ غَنِيَّةٌ بِٱلْمَعَانِي وَٱلْأَحَاسِيسِ ٱلْمَأْلُوفَةِ لَنَا. مَثَلًا، يَتَغَزَّلُ ٱلرَّاعِي بِمَحْبُوبَتِهِ مُشَبِّهًا عَيْنَيْهَا ٱلنَّاعِمَتَيْنِ بِـ «عُيُونِ ٱلْحَمَائِمِ». (نش ١:١٥) أَمَّا هِيَ فَلَمْ تُشَبِّهْ عَيْنَيْهِ بِعُيُونِ ٱلْحَمَائِمِ، بَلِ بِٱلْحَمَائِمِ نَفْسِهَا. (اقرأ نشيد الاناشيد ٥:١٢.) فَقَدْ بَدَتْ لَهَا حَدَقَةُ عَيْنَيْهِ ٱلدَّاكِنَةُ ٱلْمُحَاطَةُ بِٱلْبَيَاضِ جَمِيلَةً كَحَمَامَةٍ تَغْتَسِلُ بِٱلْحَلِيبِ.
٨ وَلٰكِنْ لَا تُرَكِّزُ كُلُّ تَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ فِي هٰذَا ٱلسِّفْرِ عَلَى ٱلْجَمَالِ ٱلْخَارِجِيِّ. لَاحِظْ مَثَلًا كَيْفَ وَصَفَ ٱلرَّاعِي كَلَامَ حَبِيبَتِهِ. (اقرأ نشيد الاناشيد ٤:
٩ (أ) مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْحُبُّ بَيْنَ رَفِيقَيِ ٱلزَّوَاجِ؟ (ب) لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَتَبَادَلَ رَفِيقَا ٱلزَّوَاجِ تَعَابِيرَ ٱلْحُبِّ؟
٩ لَيْسَ تَرْتِيبُ ٱلزَّوَاجِ مُجَرَّدَ عَقْدٍ أَوِ ٱتِّفَاقِيَّةٍ رَسْمِيَّةٍ خَالِيَةٍ مِنَ ٱلْحُبِّ وَٱلْأَحَاسِيسِ. فَٱلْحُبُّ هُوَ مِيزَةٌ بَارِزَةٌ فِي ٱلزَّوَاجِ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَلٰكِنْ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْحُبِّ هُوَ هٰذَا؟ هَلْ هُوَ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تُوَجِّهُهَا مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (١ يو ٤:٨) هَلْ يَشْمُلُ ٱلْمَوَدَّةَ ٱلطَّبِيعِيَّةَ ٱلَّتِي يُكِنُّهَا أَفْرَادُ ٱلْعَائِلَةِ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ؟ هَلْ هُوَ ٱلرِّبَاطُ ٱلْحَمِيمُ ٱلَّذِي يَجْمَعُ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ؟ (يو ١١:٣) هَلْ هُوَ ٱلْحُبُّ ٱلرُّومَنْطِيقِيُّ؟ (ام ٥:
١٠ أَيُّ أَثَرٍ يَتْرُكُهُ تَذَكُّرُ تَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ؟
١٠ وَلِتَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ بَيْنَ ٱلزَّوْجَيْنِ أَثَرٌ إِيجَابِيٌّ آخَرُ. فَٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَرَضَ أَنْ يَصْنَعَ لِلْفَتَاةِ ٱلشُّولَمِيَّةِ «أَطْوَاقًا مِنْ ذَهَبٍ» مُرَصَّعَةً «بِٱلْفِضَّةِ». وَأَغْرَقَهَا بِٱلْمَدِيحِ قَائِلًا إِنَّهَا «جَمِيلَةٌ كَٱلْبَدْرِ . . . طَاهِرَةٌ كَٱلشَّمْسِ ٱلسَّاطِعَةِ». (نش ١:
لَا تُوقِظْنَ ٱلْحُبَّ «حَتَّى يَشَاءَ»
١١ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعُزَّابُ مِنْ مِثَالِ ٱلشُّولَمِيَّةِ ٱلَّتِي ٱسْتَحْلَفَتِ ٱلْبَنَاتِ أَلَّا يُوقِظْنَ ٱلْحُبَّ فِيهَا؟
١١ يَحْتَوِي نَشِيدُ ٱلْأَنَاشِيدِ أَيْضًا عَلَى دُرُوسٍ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ، وَخَاصَّةً ٱلَّذِينَ يُخَطِّطُونَ لِلزَّوَاجِ. فَٱلْفَتَاةُ ٱلشُّولَمِيَّةُ لَمْ تَشْعُرْ بِٱلْحُبِّ نَحْوَ سُلَيْمَانَ، لِذَا ٱسْتَحْلَفَتْ بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ: «لَا تُوقِظْنَ ٱلْحُبَّ فِيَّ وَلَا تُنَبِّهْنَهُ حَتَّى يَشَاءَ». (نش ٢:٧؛ ٣:٥) وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ مِنْ غَيْرِ ٱللَّائِقِ تَنْمِيَةُ مَشَاعِرَ رُومَنْطِيقِيَّةٍ تِجَاهَ أَيٍّ كَانَ. فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يُعْرِبَ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْعَازِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ إِلَى أَنْ يَلْتَقِيَ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَجْمَعَهُ بِهِ ٱلْحُبُّ ٱلْحَقِيقِيُّ.
١٢ لِمَاذَا أَحَبَّتِ ٱلشُّولَمِيَّةُ ٱلرَّاعِيَ؟
١٢ وَلِمَاذَا أَحَبَّتِ ٱلشُّولَمِيَّةُ ٱلرَّاعِيَ؟ كَانَ هٰذَا ٱلشَّابُّ وَسِيمًا «كَغَزَالٍ»، يَدَاهُ قَوِيَّتَيْنِ مِثْلَ ‹قَصَبَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ›، وَسَاقَاهُ جَمِيلَتَيْنِ ‹كَعَمُودَيْ رُخَامٍ›. لٰكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ رَجُلٍ قَوِيٍّ وَوَسِيمٍ. فَقَدْ وَصَفَتْهُ قَائِلَةً: «كَشَجَرَةِ تُفَّاحٍ بَيْنَ أَشْجَارِ ٱلْغَابِ هٰكَذَا حَبِيبِي بَيْنَ ٱلْبَنِينَ». فَلِكَيْ تُكِنَّ ٱلشُّولَمِيَّةُ ٱلتَّقِيَّةُ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرَ تِجَاهَ ٱلرَّاعِي، لَا بُدَّ أَنَّهُ قَدَّرَ بِعُمْقٍ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ. — نش ٢:
١٣ لِمَاذَا أَحَبَّ ٱلرَّاعِي ٱلْفَتَاةَ ٱلشُّولَمِيَّةَ؟
١٣ وَمَاذَا عَنِ ٱلْفَتَاةِ ٱلشُّولَمِيَّةِ؟ لَقَدْ كَانَتْ بَارِعَةَ ٱلْجَمَالِ بِحَيْثُ لَفَتَتِ ٱنْتِبَاهَ مَلِكٍ كَانَ لَهُ آنَذَاكَ مِنَ «ٱلْمَلِكَاتِ سِتُّونَ وَٱلسَّرَارِيِّ ثَمَانُونَ، وَٱلصَّبَايَا بِلَا عَدَدٍ». لٰكِنَّهَا ٱعْتَبَرَتْ نَفْسَها «زَهْرَةَ زَعْفَرَانٍ فِي ٱلسَّهْلِ»، أَيْ مُجَرَّدَ زَهْرَةٍ عَادِيَّةٍ. وَهٰذَا دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى ٱلِٱحْتِشَامِ وَٱلتَّوَاضُعِ. فَلَا عَجَبَ أَنَّهَا كَانَتْ فِي عَيْنَيْ حَبِيبِهَا ٱلرَّاعِي مِثْلَ «زَنْبَقَةٍ بَيْنَ ٱلْأَشْوَاكِ»، وَلَيْسَ مُجَرَّدَ زَهْرَةٍ عَادِيَّةٍ. حَقًّا، كَانَتْ هٰذِهِ ٱلشَّابَّةُ أَمِينَةً لِيَهْوَهَ. — نش ٢:
١٤ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْعُزَّابُ ٱلرَّاغِبُونَ فِي ٱلزَّوَاجِ مِنْ مِثَالِ ٱلرَّاعِي وَٱلشُّولَمِيَّةِ؟
١٤ يَأْمُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ١ كو ٧:٣٩) فَٱلْعَازِبُ ٱلَّذِي يَرْغَبُ فِي ٱلزَّوَاجِ يَمْتَنِعُ عَنْ تَنْمِيَةِ عَلَاقَةٍ رُومَنْطِيقِيَّةٍ تِجَاهَ شَخْصٍ غَيْرِ مُؤْمِنٍ، وَلَا يَبْحَثُ عَنْ رَفِيقِ زَوَاجٍ إِلَّا بَيْنَ عُبَّادِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ. كَمَا أَنَّ مُوَاجَهَةَ وَاقِعِ ٱلْحَيَاةِ ٱلصَّعْبِ وَٱلْمُحَافَظَةَ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ عَلَى ٱلسَّلَامِ ٱلزَّوْجِيِّ وَعَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِيَهْوَهَ تَتَطَلَّبَانِ ٱلْإِيمَانَ وَٱلتَّعَبُّدَ لِلهِ، صِفَتَيْنِ مُسْتَحَبَّتَيْنِ لَدَى رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ. وَقَدْ وَجَدَهُمَا كُلٌّ مِنَ ٱلرَّاعِي وَٱلْفَتَاةِ وَاحِدُهُمَا فِي ٱلْآخَرِ.
يَتَزَوَّجُوا «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ». (عَرُوسِي «جَنَّةٌ مُقْفَلَةٌ»
١٥ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَتْهُ ٱلشُّولَمِيَّةُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ؟
١٥ اقرأ نشيد الاناشيد ٤:١٢. لِمَاذَا يَقُولُ ٱلرَّاعِي إِنَّ مَحْبُوبَتَهُ «جَنَّةٌ مُقْفَلَةٌ»؟ إِنَّ ٱلْجَنَّةَ ٱلْمُسَوَّرَةَ أَوِ ٱلْمُسَيَّجَةَ لَيْسَتْ مَفْتُوحَةً لِلْعُمُومِ وَلَا يُمْكِنُ ٱلدُّخُولُ إِلَيْهَا إِلَّا عَبْرَ بَوَّابَةٍ مُقْفَلَةٍ. وَٱلشُّولَمِيَّةُ هِيَ مِثْلُ هٰذِهِ ٱلْجَنَّةِ لِأَنَّهَا لَمْ تُكِنَّ ٱلْحُبَّ إِلَّا لِلرَّاعِي ٱلَّذِي كَانَ سَيُصْبِحُ زَوْجَهَا. فَبِعَدَمِ ٱسْتِسْلَامِهَا لِإِغْرَاءَاتِ ٱلْمَلِكِ، بَرْهَنَتْ أَنَّهَا كَانَتْ «سُورًا» لَا «بَابًا» مَفْتُوحًا عَلَى مِصْرَاعَيْهِ. (نش ٨:
١٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ عَنِ ٱلْمُوَاعَدَةِ؟
١٦ فِي أَحَدِ أَيَّامِ ٱلرَّبِيعِ، دَعَا ٱلرَّاعِي ٱلْفَتَاةَ ٱلشُّولَمِيَّةَ إِلَى مُرَافَقَتِهِ فِي نُزْهَةٍ. إِلَّا أَنَّ إِخْوَتَهَا لَمْ يَسْمَحُوا لَهَا بِٱلذَّهَابِ مَعَهُ، بَلْ أَوْكَلُوا إِلَيْهَا مُهِمَّةَ حِرَاسَةِ ٱلْكُرُومِ. وَلٰكِنْ لِمَاذَا؟ أَلَمْ يَثِقُوا بِهَا؟ أَلَعَلَّهُمْ شَكَّكُوا فِي نَوَايَاهَا؟ فِي ٱلْوَاقِعِ، كَانَ إِخْوَةُ ٱلشُّولَمِيَّةِ يَتَّخِذُونَ ٱلِٱحْتِيَاطَاتِ كَيْ لَا تُغْوَى بِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ. (نش ١:٦؛ ٢:
١٧، ١٨ كَيْفَ ٱسْتَفَدْتَ شَخْصِيًّا مِنَ ٱلتَّمَعُّنِ فِي نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ؟
١٧ غَالِبًا مَا يَدْخُلُ ٱلْعَرُوسَانِ ٱلْمَسِيحِيَّانِ ٱلْقَفَصَ ٱلذَّهَبِيَّ وَٱلْحُبُّ يَمْلَأُ قَلْبَهُمَا. وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ أَسَّسَ ٱلزَّوَاجَ لِيَكُونَ رِبَاطًا دَائِمًا، فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَسْعَى رَفِيقَا ٱلزَّوَاجِ إِلَى إِبْقَاءِ نَارِ ٱلْحُبِّ مُتَّقِدَةً وَأَنْ يُحَافِظَا عَلَى جَوٍّ عَائِلِيٍّ مُلَائِمٍ لِيَنْمُوَ هٰذَا ٱلْحُبُّ وَيَقْوَى مَعَ ٱلزَّمَنِ. — مر ١٠:
١٨ وَإِذَا كُنْتَ تَرْغَبُ فِي ٱلزَّوَاجِ، فَٱبْحَثْ عَنْ شَرِيكٍ تُحِبُّهُ حُبًّا حَقِيقِيًّا. وَٱسْعَ إِلَى تَقْوِيَةِ هٰذَا ٱلْحُبِّ وَرِعَايَتِهِ كَيْ لَا يَفْتُرَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ، مِثْلَ ٱلْحُبِّ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ سِفْرُ نَشِيدِ ٱلْأَنَاشِيدِ. فَسَوَاءٌ كُنْتَ مُتَزَوِّجًا أَوْ مُقْبِلًا عَلَى ٱلزَّوَاجِ، لِيَجْمَعْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَفِيقِ دَرْبِكَ ٱلْحُبُّ ٱلْحَقِيقِيُّ، «لَهَبُ يَاهَ». — نش ٨:٦.