ايها الوالدون، ارعوا اولادكم
«اِعْرِفْ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ حَالَ غَنَمِكَ». — ام ٢٧:٢٣.
١، ٢ (أ) مَاذَا كَانَتْ بَعْضُ مَسْؤُولِيَّاتِ ٱلرَّاعِي فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ؟ (ب) بِمَ يُشْبِهُ ٱلْآبَاءُ وَٱلْأُمَّهَاتُ ٱلرَّاعِيَ؟
عَاشَ ٱلرُّعَاةُ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ حَيَاةً قَاسِيَةً. فَٱحْتَمَلُوا ٱلْحَرَّ ٱلشَّدِيدَ وَٱلْبَرْدَ ٱلْقَارِسَ، وَحَامَوْا أَيْضًا عَنْ قُطْعَانِهِمْ فِي وَجْهِ ٱلسَّارِقِينَ وَٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْمُفْتَرِسَةِ. عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، كَانَ ٱلرَّاعِي يَتَفَقَّدُ خِرَافَهُ بِٱنْتِظَامٍ وَيُعَالِجُ ٱلْمَرِيضَ مِنْهَا أَوِ ٱلْجَرِيحَ. كَمَا أَبْدَى ٱهْتِمَامًا خَاصًّا بِٱلْحُمْلَانِ لِأَنَّهَا رَخْصَةٌ وَأَضْعَفُ مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْبَالِغَةِ. — تك ٣٣:١٣.
٢ يُشْبِهُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلرَّاعِيَ مِنْ حَيْثُ ٱلصِّفَاتُ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْهَا. فَهُمْ مَسْؤُولُونَ عَنْ تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ «فِي تَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَتَوْجِيهِهِ ٱلْفِكْرِيِّ». (اف ٦:٤) وَهٰذِهِ لَيْسَتْ مُهِمَّةً سَهْلَةً إِطْلَاقًا. فَٱلْأَوْلَادُ لَدَيْهِمْ مُيُولٌ نَاقِصَةٌ يُصَارِعُونَهَا، كَمَا يَنْهَالُ عَلَيْهِمْ يَوْمِيًّا وَابِلٌ مِنَ ٱلْأَفْكَارِ ٱلشَّيْطَانِيَّةِ. (٢ تي ٢:٢٢؛ ١ يو ٢:١٦) فَكَيْفَ تُسَاعِدُ أَوْلَادَكَ؟ سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ ثَلَاثَةَ أُمُورٍ يُمْكِنُكَ فِعْلُهَا لِتَرْعَاهُمْ: (١) أَنْ تَعْرِفَهُمْ، (٢) أَنْ تُطْعِمَهُمْ، وَ (٣) أَنْ تُرْشِدَهُمْ.
اِعْرِفْ أَوْلَادَكَ
٣ مَا مَعْنَى أَنْ يَعْرِفَ ٱلْوَالِدُونَ حَالَ أَوْلَادِهِمْ؟
٣ يَتَفَحَّصُ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ قَطِيعَهُ جَيِّدًا لِأَنَّهُ حَرِيصٌ عَلَى صِحَّةِ كُلِّ ام ٢٧:٢٣) وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، عَلَيْكَ أَنْ تَنْتَبِهَ إِلَى تَصَرُّفَاتِ أَوْلَادِكَ وَأَفْكَارِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ. كَيْفَ؟ إِحْدَى أَفْضَلِ ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ تَتَحَادَثَ مَعَهُمْ بِٱسْتِمْرَارٍ.
خَرُوفٍ. وَيَنْطَبِقُ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ عَلَى رِعَايَتِكَ لِأَوْلَادِكَ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اِعْرِفْ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ حَالَ غَنَمِكَ». (٤، ٥ (أ) أَيَّةُ ٱقْتِرَاحَاتٍ عَمَلِيَّةٍ قَدْ تُسَاعِدُ ٱلْأَوْلَادَ عَلَى ٱلْإِفْصَاحِ عَنْ رَأْيِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ لِوَالِدِيهِمْ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) أَيَّةُ طَرِيقَةٍ ٱسْتَخْدَمْتَهَا لِتُسَهِّلَ عَلَى أَوْلَادِكَ أَنْ يَبُوحُوا لَكَ بِمَشَاعِرِهِمْ؟
٤ يُلَاحِظُ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ أَنَّ ٱلتَّوَاصُلَ مَعَ أَوْلَادِهِمْ يَصِيرُ أَصْعَبَ فِي سِنِّ ٱلْمُرَاهَقَةِ. ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْمُرَاهِقِينَ عَادَةً يَنْطَوُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَا يُحِبُّونَ ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ أَفْكَارِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ. فَمَا ٱلْعَمَلُ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ؟ عِوَضَ أَنْ تُرْغِمَ ٱبْنَكَ أَوِ ٱبْنَتَكَ عَلَى خَوْضِ مُنَاقَشَاتٍ مُطَوَّلَةٍ فِي جَلَسَاتٍ يَغْلِبُ عَلَيْهَا طَابِعُ ٱلْجِدِّيَّةِ، حَاوِلِ ٱسْتِغْلَالَ فُرَصٍ أُخْرَى يَكُونُونَ فِيهَا أَكْثَرَ ٱرْتِيَاحًا. (تث ٦:
٥ وَمَاذَا لَوْ بَقِيَ وَلَدُكَ غَيْرَ رَاغِبٍ فِي ٱلْكَلَامِ؟ اِسْتَخْدِمْ طَرِيقَةً أُخْرَى. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَدَلَ أَنْ تَسْأَلَ ٱبْنَتَكَ كَيْفَ أَمْضَتْ هِيَ يَوْمَهَا، أَخْبِرْهَا كَيْفَ أَمْضَيْتَ أَنْتَ يَوْمَكَ. فَرُبَّمَا يُشَجِّعُهَا ذٰلِكَ عَلَى ٱلْكَلَامِ. أَوْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ رَأْيَهَا فِي مَوْضُوعٍ مَا، فَٱطْرَحْ أَسْئِلَةً لَا تَجْعَلُهَا تَشْعُرُ أَنَّهَا هِيَ ٱلْمَعْنِيَّةُ بِٱلْأَمْرِ. اِسْأَلْهَا مَثَلًا مَا رَأْيُ صَدِيقَتِهَا فِي ٱلْمَسْأَلَةِ، وَأَيَّةُ نَصِيحَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تُقَدِّمَهَا لَهَا. فَهٰذَا يُعْطِيكَ فِكْرَةً عَمَّا يَجُولُ فِي بَالِهَا.
٦ أَيُّ أَمْرَيْنِ يُسَهِّلَانِ عَلَى أَوْلَادِكَ أَنْ يَفْتَحُوا قَلْبَهُمْ لَكَ؟
٦ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، لَنْ يَفْتَحَ أَوْلَادُكَ قَلْبَهُمْ لَكَ مَا لَمْ يَشْعُرُوا أَنَّكَ مُسْتَعِدٌّ لِتَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لَهُمْ وَأَنَّكَ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ. فَعِنْدَمَا يَكُونُ ٱلْوَالِدُونَ مَشْغُولِينَ فِي مُعْظَمِ ٱلْأَوْقَاتِ، يُخْفِي ٱلْمُرَاهِقُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مَشَاكِلَهُمْ عَنْهُمْ. وَكَيْفَ تُسَهِّلُ عَلَيْهِمِ ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَيْكَ؟ لَا يَكْفِي أَنْ تَقُولَ لِوَلَدِكَ: «يُمْكِنُكَ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ سَاعَةَ تَشَاءُ». فَيَجِبُ أَنْ يَشْعُرَ أَوْلَادُكَ ٱلْمُرَاهِقُونَ أَنَّكَ لَا تُقَلِّلُ مِنْ أَهَمِّيَّةِ مَشَاكِلِهِمْ وَلَا تُبَالِغُ فِي رَدَّةِ فِعْلِكَ. وَيَرْسُمُ وَالِدُونَ كَثِيرُونَ مِثَالًا حَسَنًا فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ. تَذْكُرُ كَايْلَا ٱبْنَةُ ٱلـ ١٩ عَامًا: «بِمَقْدُورِي أَنْ أَتَحَدَّثَ إِلَى أَبِي عَنْ أَيِّ مَوْضُوعٍ. فَهُوَ لَا يُقَاطِعُنِي وَلَا يَدِينُنِي، بَلْ يُصْغِي إِلَيَّ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ، يُقَدِّمُ لِي دَائِمًا أَفْضَلَ نَصِيحَةٍ».
٧ كَيْفَ يُحَافِظُ ٱلْوَالِدُونَ عَلَى ٱلِٱتِّزَانِ عِنْدَ مُنَاقَشَةِ مَوَاضِيعَ كَٱلْمُوَاعَدَةِ كَيْ لَا يُغِيظُوا أَوْلَادَهُمْ؟
٧ حَتَّى عِنْدَ مُنَاقَشَةِ مَوَاضِيعَ حَسَّاسَةٍ كَٱلْمُوَاعَدَةِ، لَا تُفْرِطْ فِي ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلتَّحْذِيرَاتِ بِحَيْثُ تُهْمِلُ تَعْلِيمَ أَوْلَادِكَ كَيْفَ يَتَصَرَّفُونَ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلصَّحِيحَةِ. لِإِيضَاحِ ذٰلِكَ، مَاذَا تَفْعَلُ إِنْ قَصَدْتَ مَطْعَمًا وَوَجَدْتَ أَنَّ قَائِمَةَ ٱلطَّعَامِ لَا تَحْتَوِي إِلَّا عَلَى تَحْذِيرَاتٍ مِنَ ٱلْمَأْكُولَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ وَٱلتَّسَمُّمِ ٱلْغِذَائِيِّ؟ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، سَتُغَادِرُ ٱلْمَطْعَمَ وَتَبْحَثُ عَنْ غَيْرِهِ. هٰذَا مَا سَيَفْعَلُهُ أَوْلَادُكَ إِذَا قَصَدُوكَ طَلَبًا لِلنَّصِيحَةِ وَلَمْ يَجِدُوا عِنْدَكَ سِوَى «قَائِمَةٍ» مِنَ ٱلتَّحْذِيرَاتِ ٱلصَّارِمَةِ. (اقرأ كولوسي ٣:٢١.) فَٱسْعَ بِٱلْأَحْرَى إِلَى مُنَاقَشَةِ أَيِّ مَوْضُوعٍ بِٱتِّزَانٍ. تُعَلِّقُ أُخْتٌ شَابَّةٌ ٱسْمُهَا إِمِيلِي: «عِنْدَمَا يُحَدِّثُنِي وَالِدَايَ عَنِ ٱلْمُوَاعَدَةِ، لَا يَعْرِضَانِ ٱلْمَوْضُوعَ فِي قَالَبٍ سَلْبِيٍّ. فَهُمَا يُشَدِّدَانِ عَلَى ٱلْفَرَحِ ٱلنَّاجِمِ عَنِ ٱلتَّعَارُفِ وَٱلتَّوَدُّدِ. وَهٰذَا يُشْعِرُنِي بِٱلِٱرْتِيَاحِ حِينَ أُنَاقِشُ ٱلْأَمْرَ مَعَهُمَا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَهُمُّنِي أَنْ آخُذَ رَأْيَهُمَا قَبْلَ أَنْ أَرْتَبِطَ بِأَيَّةِ عَلَاقَةٍ عِوَضَ أَنْ أُخْفِيَهَا عَنْهُمَا».
٨، ٩ (أ) أَيَّةُ فَوَائِدَ تَنْجُمُ عَنِ ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى أَوْلَادِكَ دُونَ مُقَاطَعَتِهِمْ؟ (ب) أَيُّ نَجَاحٍ حَقَّقْتَهُ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟
٨ اِنْسِجَامًا مَعَ مَا قَالَتْهُ كَايْلَا، يُمْكِنُكَ أَنْ تَكُونَ شَخْصًا يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِ بِٱلِٱسْتِمَاعِ بِصَبْرٍ إِلَى أَوْلَادِكَ. (اقرأ يعقوب ١:١٩.) تَعْتَرِفُ أُمٌّ مُتَوَحِّدَةٌ تُدْعَى كَاتِيَا: «فِي ٱلْمَاضِي، لَمْ أَكُنْ صَبُورَةً بَتَاتًا عَلَى ٱبْنَتِي وَلَمْ أُعْطِهَا فُرْصَةً لِتُنْهِيَ مَا تَقُولُ، إِمَّا لِأَنِّي مُتْعَبَةٌ جِدًّا أَوْ لِأَنِّي لَمْ أُرِدْ أَنْ أُكَلِّفَ نَفْسِي أَيَّ عَنَاءٍ. أَمَّا ٱلْآنَ، بَعْدَ أَنْ غَيَّرْتُ أُسْلُوبِي فِي ٱلتَّعَاطِي مَعَهَا، فَتَغَيَّرَتْ هِيَ بِدَوْرِهَا وَأَصْبَحَتْ أَكْثَرَ تَعَاوُنًا مِنْ ذِي قَبْلُ».
٩ وَمَرَّ أَبٌ يُدْعَى رُونَالْد بِتَجْرِبَةٍ مُمَاثِلَةٍ مَعَ ٱبْنَتِهِ ٱلْمُرَاهِقَةِ. يَقُولُ: «ثَارَ غَضَبِي فِي ٱلْبِدَايَةِ حِينَ أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا وَاقِعَةٌ فِي حُبِّ فَتًى فِي ٱلْمَدْرَسَةِ. وَلٰكِنْ حِينَ فَكَّرْتُ كَمْ يَهْوَهُ صَبُورٌ وَمُتَعَقِّلٌ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ خُدَّامِهِ، رَأَيْتُ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ أُعْطِيَ ٱبْنَتِي فُرْصَةً لِتُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِهَا قَبْلَ أَنْ أُصَحِّحَ وُجْهَةَ نَظَرِهَا. وَكَانَ ذٰلِكَ عَيْنَ ٱلصَّوَابِ. فَقَدْ فَهِمْتُ مَشَاعِرَهَا لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى. وَعِنْدَمَا ٱنْتَهَتْ مِنَ ٱلْكَلَامِ، سَهُلَ عَلَيَّ ٱلتَّكَلُّمُ إِلَيْهَا بِمَحَبَّةٍ. وَكَمْ تَفَاجَأْتُ حِينَ تَقَبَّلَتْ نَصَائِحِي بِرَحَابَةِ صَدْرٍ وَأَبْدَتْ رَغْبَةً صَادِقَةً فِي تَغْيِيرِ سُلُوكِهَا!». نَعَمْ، إِنَّ ٱلتَّوَاصُلَ مَعَ أَوْلَادِكَ بِصُورَةٍ مُنْتَظِمَةٍ يَفْتَحُ لَكَ بَابَ قَلْبِهِمْ وَأَفْكَارِهِمْ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُتِيحُ لَكَ أَنْ تَلْعَبَ دَوْرًا أَكْبَرَ فِي ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي سَيَتَّخِذُونَهَا فِي حَيَاتِهِمْ. *
أَطْعِمْ أَوْلَادَكَ
١٠، ١١ كَيْفَ تَحْمِي أَوْلَادَكَ مِنْ خَطَرِ ٱلِٱنْجِرَافِ رُوحِيًّا؟
١٠ يُدْرِكُ ٱلرَّاعِي إِمْكَانِيَّةَ شُرُودِ أَيٍّ مِنْ خِرَافِهِ عَنِ ٱلْقَطِيعِ. فَرُبَّمَا تُغْرِي ٱلْخَرُوفَ نُتْفَةُ عُشْبٍ هُنَا، ثُمَّ نُتْفَةٌ هُنَاكَ. فَيَنْفَصِلُ رُوَيْدًا رُوَيْدًا عَنِ ٱلْقَطِيعِ. ام ١٣:٢٠) فَكَيْفَ تَحْمِي ٱبْنَكَ أَوِ ٱبْنَتَكَ مِنْ خَطَرِ ٱلِٱنْجِرَافِ؟
عَلَى نَحْوٍ مُشَابِهٍ، قَدْ يُغْرَى ٱلْوَلَدُ بِعِشْرَةٍ مُؤْذِيَةٍ أَوْ تَسْلِيَةٍ مُنْحَطَّةٍ، فَيَنْجَرِفُ تَدْرِيجِيًّا فِي مَسْلَكٍ خَطِرٍ رُوحِيًّا. (١١ أَثْنَاءَ تَعْلِيمِ أَوْلَادِكَ، لَا تَتَوَانَ عَنْ مُسَاعَدَتِهِمْ إِذَا لَاحَظْتَ نِقَاطَ ضُعْفٍ لَدَيْهِمْ. اِعْمَلْ عَلَى تَقْوِيَةِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلَّتِي يَتَحَلَّوْنَ بِهَا. (٢ بط ١:
١٢ (أ) كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْأَوْلَادُ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ ٱلْمُنْتَظِمَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « يَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ!».) (ب) كَيْفَ تَسْتَفِيدُ شَخْصِيًّا مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟
١٢ لَاحِظْ مَا قَالَتْهُ مُرَاهِقَةٌ ٱسْمُهَا كَارِيسَّا عَنِ ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي نَالَتْهَا عَائِلَتُهَا مِنْ بَرْنَامَجِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ: «مَا أُحِبُّهُ هُوَ أَنَّنَا نَجْلِسُ سَوِيَّةً وَنَتَحَدَّثُ. فَهٰذَا يُوَحِّدُنَا وَيَخْلُقُ ذِكْرَيَاتٍ جَمِيلَةً. إِنَّ أَبِي يَلْتَزِمُ دَائِمًا بِبَرْنَامَجِ عِبَادَتِنَا ٱلْعَائِلِيَّةِ. وَمِنَ ٱلْمُشَجِّعِ أَنَّهُ يَأْخُذُهُ عَلَى مَحْمَلِ ٱلْجِدِّ. فَهٰذَا يَدْفَعُنِي أَنَا أَيْضًا إِلَى ٱتِّبَاعِ مِثَالِهِ. كَمَا يَزِيدُنِي ٱحْتِرَامًا لَهُ كَأَبٍ وَرَأْسِ عَائِلَةٍ رُوحِيٍّ». وَتُعَلِّقُ أُخْتٌ شَابَّةٌ تُدْعَى بْرِيتْنِي: «تُقَرِّبُنِي ٱلْعِبَادَةُ ٱلْعَائِلِيَّةُ أَكْثَرَ إِلَى وَالِدَيَّ. فَمِنْ خِلَالِهَا، أَعْرِفُ أَنَّهُمَا يُرِيدَانِ ٱلِٱسْتِمَاعَ إِلَى مَشَاكِلِي وَأَنَّهُمَا يَهْتَمَّانِ بِي فِعْلًا. إِنَّهَا تُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ عَائِلَةً قَوِيَّةً وَمُوَحَّدَةً». فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ إِطْعَامَ أَوْلَادِكَ رُوحِيًّا — وَلَا سِيَّمَا عَبْرَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ — هُوَ مِنْ أَهَمِّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَجْعَلُكَ رَاعِيًا صَالِحًا. *
أَرْشِدْ أَوْلَادَكَ
١٣ كَيْفَ يَنْدَفِعُ ٱلْوَلَدُ إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟
١٣ يَسْتَخْدِمُ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ عَصًا لِيُوَجِّهَ قَطِيعَهُ وَيُحَامِيَ عَنْهُ. وَيَكُونُ هَدَفُهُ ٱلرَّئِيسِيُّ إِرْشَادَ خِرَافِهِ إِلَى «مَرْعًى جَيِّدٍ». (حز ٣٤:
١٤، ١٥ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟ (ب) لِمَ قَدْ تُسَاوِرُ ٱلْمُرَاهِقَ شُكُوكٌ فِي ٱلْحَقِّ؟
١٤ وَمَاذَا إِذَا شَعَرْتَ أَنَّ أَوْلَادَكَ لَا يَتَقَدَّمُونَ رُوحِيًّا؟ وَمَا ٱلْقَوْلُ إِنْ بَدَأُوا يُشَكِّكُونَ فِي إِيمَانِهِمْ؟ جَاهِدْ لِتَغْرِسَ فِيهِمْ مَحَبَّةً لِيَهْوَهَ ٱللهِ وَتَقْدِيرًا لِكُلِّ مَا يَفْعَلُهُ. (رؤ ٤:١١) وَمَتَى أَصْبَحُوا جَاهِزِينَ، فَسَيَتَمَكَّنُونَ مِنْ أَنْ يَتَّخِذُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ قَرَارَ عِبَادَةِ ٱللهِ.
١٥ وَحِينَ تُسَاوِرُ أَوْلَادَكَ شُكُوكٌ فِي ٱلْحَقِّ، ٱعْمَلْ عَلَى رِعَايَتِهِمْ بِصَبْرٍ وَسَاعِدْهُمْ أَنْ يَتَوَصَّلُوا إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ هِيَ ٱلطَّرِيقُ ٱلْأَفْضَلُ لِلْحَيَاةِ، طَرِيقُ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. حَاوِلْ أَنْ تُحَدِّدَ
ٱلسَّبَبَ ٱلْحَقِيقِيَّ ٱلَّذِي يُثِيرُ شُكُوكَهُمْ. مَثَلًا، هَلْ يُعَارِضُ ٱبْنُكَ حَقًّا تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، أَمْ تَنْقُصُهُ ٱلثِّقَةُ لِلدِّفَاعِ عَنْهَا أَمَامَ رِفَاقِهِ؟ وَهَلْ تَشُكُّ ٱبْنَتُكَ فِي حِكْمَةِ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ، أَمْ تَشْعُرُ بِأَنَّهَا وَحِيدَةٌ أَوْ مَنْبُوذَةٌ؟١٦، ١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى بِنَاءِ عَلَاقَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ بِيَهْوَهَ؟
١٦ مَهْمَا كَانَ ٱلسَّبَبُ، تَسْتَطِيعُ أَنْ تُسَاعِدَ وَلَدَكَ أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَى شُكُوكِهِ. كَيْفَ؟ يَنْجَحُ وَالِدُونَ عَدِيدُونَ فِي جَسِّ نَبْضِ وَلَدِهِمْ بِطَرْحِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: «هَلْ تَسْتَسْهِلُ أَمْ تَسْتَصْعِبُ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ؟ مَا هِيَ ٱلْإِيجَابِيَّاتُ بِرَأْيِكَ، وَمَا هِيَ ٱلسَّلْبِيَّاتُ؟ إِذَا قَارَنْتَ ٱلْإِيجَابِيَّاتِ بِٱلسَّلْبِيَّاتِ، فَهَلْ تَرْجَحُ كَفَّةُ ٱلْإِيجَابِيَّاتِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي نَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْآنَ وَٱلَّتِي سَنَحْصُلُ عَلَيْهَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟». طَبْعًا، عَلَيْكَ أَنْ تَطْرَحَ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ بِكَلِمَاتِكَ ٱلْخَاصَّةِ وَبِطَرِيقَةٍ تَنِمُّ عَنِ ٱللُّطْفِ وَٱلِٱهْتِمَامِ، لَا كَمُحَقِّقٍ يَسْتَجْوِبُهُ. وَأَثْنَاءَ ٱلْحَدِيثِ، يُمْكِنُكَ مُنَاقَشَةُ مَرْقُس ١٠:
١٧ عَاجِلًا أَمْ آجِلًا، سَيَكُونُ عَلَى أَوْلَادِكَ أَنْ يُقَرِّرُوا شَخْصِيًّا مَنْ سَيَخْدُمُونَ. وَلٰكِنْ لَا تَعْتَقِدْ أَنَّهُمْ سَيَمْشُونَ فِي طَرِيقِ ٱلْحَقِّ لِمُجَرَّدِ أَنَّكَ أَبُوهُمْ أَوْ أُمُّهُمْ. فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَبْنُوا عَلَاقَتَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ بِيَهْوَهَ. (ام ٣:
١٨ كَيْفَ يَقْتَدِي ٱلْوَالِدُونَ بِيَهْوَهَ، ٱلرَّاعِي ٱلْأَعْظَمِ؟
١٨ يُرِيدُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يَقْتَدُوا بِٱلرَّاعِي ٱلْأَعْظَمِ، يَهْوَهَ. (اف ٥:١؛ ١ بط ٢:٢٥) وَيَنْبَغِي أَنْ يَعْرِفَ ٱلْوَالِدُونَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ حَالَ غَنَمِهِمْ، فِلْذَاتِ أَكْبَادِهِمْ، وَيَبْذُلُوا مَا فِي وِسْعِهِمْ لِيُرْشِدُوهُمْ إِلَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَعِدُهُمْ بِهَا يَهْوَهُ. فَٱبْذُلْ قُصَارَى جُهْدِكَ لِتَرْعَى أَوْلَادَكَ بِمُثَابَرَتِكَ عَلَى تَرْبِيَتِهِمْ فِي طَرِيقِ ٱلْحَقِّ.
^ الفقرة 9 لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ، ٱنْظُرْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١ آبَ (أُغُسْطُس) ٢٠٠٨، ٱلصَّفَحَاتِ ١٠-١٢.
^ الفقرة 12 لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ، ٱنْظُرْ مَقَالَةَ «اَلْعِبَادَةُ ٱلْعَائِلِيَّةُ ضَرُورِيَّةٌ لِلنَّجَاةِ» فِي عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ٢٠٠٩، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٩-٣١، مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
^ الفقرة 17 يُمْكِنُ إِيجَادُ مَعْلُومَاتٍ إِضَافِيَّةٍ فِي مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ ١ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ٢٠١٢، ٱلصَّفَحَاتِ ١٨-٢١.