اتَّبع القاعدة الذهبية في خدمتك
«كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ، ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ». — مت ٧:١٢.
١ هَلْ هِيَ مُهِمَّةٌ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي نُعَامِلُ بِهَا ٱلنَّاسَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ أَعْطِ مَثَلًا. (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
مُنْذُ بِضْعَةِ أَعْوَامٍ، كَانَ زَوْجَانِ مَسِيحِيَّانِ فِي فِيجِي يُشَارِكَانِ فِي حَمْلَةٍ لِدَعْوَةِ ٱلنَّاسِ إِلَى حُضُورِ ذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ. وَبَيْنَمَا كَانَا يَتَكَلَّمَانِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ خَارِجَ بَيْتِهَا، رَاحَتِ ٱلْأَمْطَارُ تَتَسَاقَطُ. فَأَعْطَى ٱلْأَخُ ٱلْمَرْأَةَ إِحْدَى مِظَلَّتَيْهِمَا وَشَارَكَ زَوْجَتَهُ ٱلْمِظَلَّةَ ٱلْأُخْرَى. وَكَمِ ٱبْتَهَجَ ٱلزَّوْجَانِ حِينَ رَأَيَا ٱلْمَرْأَةَ حَاضِرَةً لَيْلَةَ ٱلذِّكْرَى! وَقَدِ ٱعْتَرَفَتْ لَاحِقًا أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَذْكُرُ مُعْظَمَ مَا قَالَهُ ٱلشَّاهِدَانِ أَثْنَاءَ ٱلْمُحَادَثَةِ. لٰكِنَّهَا تَأَثَّرَتْ جِدًّا بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي عَامَلَاهَا بِهَا بِحَيْثُ قَرَّرَتْ حُضُورَ ٱلذِّكْرَى. فَقَدِ ٱتَّبَعَ ٱلزَّوْجَانِ مَا يُسَمَّى عَادَةً بِٱلْقَاعِدَةِ ٱلذَّهَبِيَّةِ.
٢ مَا هِيَ ٱلْقَاعِدَةُ ٱلذَّهَبِيَّةُ، وَكَيْفَ نُطَبِّقُهَا؟
٢ مَا هِيَ ٱلْقَاعِدَةُ ٱلذَّهَبِيَّةُ؟ إِنَّهَا ٱلْمَشُورَةُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ، ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ». (مت ٧:١٢) وَكَيْفَ نُطَبِّقُ هٰذِهِ ٱلْقَاعِدَةَ؟ أَوَّلًا، يَلْزَمُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹لَوْ كُنْتُ مَكَانَ ٱلشَّخْصِ ٱلْآخَرِ، فَكَيْفَ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أُعَامَلَ؟›. وَثَانِيًا، يَجِبُ أَنْ نُحَاوِلَ مَا فِي وِسْعِنَا كَيْ نُعَامِلَ ٱلشَّخْصَ ٱلْآخَرَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. — ١ كو ١٠:٢٤.
٣، ٤ (أ) أَوْضِحْ لِمَ لَا تَنْطَبِقُ ٱلْقَاعِدَةُ ٱلذَّهَبِيَّةُ فَقَطْ عَلَى تَعَامُلَاتِنَا مَعَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
لوقا ٦:
٤ وَسَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ أَرْبَعَةَ أَسْئِلَةٍ يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي بَالِنَا حِينَ نَكُونُ فِي ٱلْخِدْمَةِ: مَنْ هُوَ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي أَتَكَلَّمُ مَعَهُ؟ أَيْنَ أَتَكَلَّمُ مَعَهُ؟ مَتَى يَكُونُ ٱلْوَقْتُ ٱلْأَنْسَبُ لِلْكِرَازَةِ؟ وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ أَبْدَأَ بِٱلْمُحَادَثَةِ؟ وَكَمَا سَنَرَى، تُسَاعِدُنَا هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةُ أَنْ نُرَاعِيَ مَشَاعِرَ ٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ وَأَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْفُضْلَى لِلتَّكَلُّمِ مَعَ كُلِّ شَخْصٍ. — ١ كو ٩:
مَنْ هُوَ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي أَتَكَلَّمُ مَعَهُ؟
٥ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يُمْكِنُ أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا؟
٥ إِنَّ كُلَّ شَخْصٍ نَلْتَقِيهِ فِي خِدْمَتِنَا هُوَ فَرْدٌ مُتَمَيِّزٌ لَدَيْهِ خَلْفِيَّتُهُ وَمَشَاكِلُهُ ٱلْخَاصَّةُ. (٢ اخ ٦:٢٩) لِذَا، عِنْدَمَا تُحَاوِلُ إِيصَالَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى أَحَدٍ مَا، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹لَوْ كُنْتُ أَنَا مَكَانَهُ وَهُوَ مَكَانِي، كَيْفَ كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أُعَامَلَ؟ هَلْ كُنْتُ سَأُسَرُّ إِذَا تَوَصَّلَ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ عَنِّي أَوْ أَصْدَرَ عَلَيَّ أَحْكَامًا قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَنِي؟ أَمْ إِنِّي أُفَضِّلُ أَنْ يَتَعَرَّفَ بِي كَفَرْدٍ؟›. إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي أَسْئِلَةٍ كَهٰذِهِ يُذَكِّرُنَا بِأَنْ نُعَامِلَ كُلَّ شَخْصٍ نَلْتَقِيهِ كَفَرْدٍ مُتَمَيِّزٍ.
٦، ٧ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ إِذَا ٱلْتَقَيْنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ بِشَخْصٍ عِدَائِيٍّ؟
٦ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِنُطَبِّقَ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ ‹يَكُونَ كَلَامُنَا كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ›. (كو ٤:٦) غَيْرَ أَنَّنَا أَحْيَانًا، بِسَبَبِ نَقْصِنَا ٱلْبَشَرِيِّ، نَتَلَفَّظُ بِكَلِمَاتٍ نَنْدَمُ عَلَيْهَا لَاحِقًا. (يع ٣:٢) فَقَدْ نَتَكَلَّمُ بِطَرِيقَةٍ فَظَّةٍ مَعَ أَحَدٍ، رُبَّمَا لِأَنَّ أَمْرًا مَا يُزْعِجُنَا. وَلٰكِنْ لَا نُحِبُّ أَنْ نُصَنَّفَ أَنَّنَا وَقِحُونَ أَوْ غَيْرُ مُرَاعِينَ لِمَشَاعِرِ ٱلْآخَرِينَ. بَلْ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ ٱلطَّرَفُ ٱلْآخَرُ مُتَفَهِّمًا. أَفَلَا يَلْزَمُ أَنْ نُرَاعِيَ ٱلْآخَرِينَ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ؟
٧ مَثَلًا، إِذَا ٱلْتَقَيْتَ بِشَخْصٍ عِدَائِيٍّ فِي ٱلْخِدْمَةِ، فَهَلْ تُحَاوِلُ أَنْ تَلْتَمِسَ لَهُ ٱلْأَعْذَارَ؟ فَهَلْ يُعْقَلُ أَنَّهُ يَرْزَحُ تَحْتَ ضَغْطِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ؟ أَوْ هَلْ يُعَانِي مِنْ مُشْكِلَةٍ صِحِّيَّةٍ خَطِيرَةٍ؟ إِنَّ أُنَاسًا كَثِيرِينَ كَانُوا مُسْتَائِينَ فِي أَوَّلِ لِقَاءٍ لَهُمْ مَعَ ٱلشُّهُودِ، إِلَّا أَنَّهُمْ تَجَاوَبُوا بِشَكْلٍ إِيجَابِيٍّ عِنْدَمَا عَامَلَهُمْ شَعْبُ يَهْوَهَ بِلُطْفٍ وَٱحْتِرَامٍ. — ام ١٥:١؛ ١ بط ٣:١٥.
٨ لِمَ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَنِعَ عَنْ إِخْبَارِ «شَتَّى ٱلنَّاسِ» بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
٨ تَبْلُغُ خِدْمَتُنَا كُلَّ فِئَاتِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ. مَثَلًا، فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْمَاضِيَةِ ٱلْقَلِيلَةِ، نُشِرَ أَكْثَرُ مِنْ ٦٠ ٱخْتِبَارًا فِي سِلْسِلَةِ مَقَالَاتِ «اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ»، ٱلَّتِي تَرِدُ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. وَبَعْضُ ٱلَّذِينَ يَرْوُونَ ٱخْتِبَارَاتِهِمْ فِيهَا كَانُوا فِي مَا مَضَى سَارِقِينَ، مُدْمِنِينَ عَلَى ٱلْكُحُولِ، أَعْضَاءَ عِصَابَاتٍ، أَوْ مُدْمِنِينَ عَلَى ٱلْمُخَدِّرَاتِ. أَمَّا آخَرُونَ فَكَانُوا رِجَالَ سِيَاسَةٍ، قَادَةً دِينِيِّينَ، أَوْ أَشْخَاصًا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ ٱلنَّجَاحِ ٱلْمِهَنِيِّ. حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ كَانُوا يَعِيشُونَ نَمَطَ حَيَاةٍ فَاسِدًا أَدَبِيًّا. إِلَّا أَنَّهُمْ جَمِيعَهُمْ سَمِعُوا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ، قَبِلُوا دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، أَجْرَوْا تَغْيِيرَاتٍ فِي ١ كورنثوس ٦:
أَيْنَ أَتَكَلَّمُ مَعَ ٱلنَّاسِ؟
٩ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نُرَاعِيَ حُرْمَةَ بُيُوتِ ٱلْآخَرِينَ؟
٩ أَيْنَ نَتَحَدَّثُ إِلَى ٱلنَّاسِ فِي خِدْمَتِنَا؟ غَالِبًا مَا نَذْهَبُ إِلَى بُيُوتِهِمْ لِنَكْرِزَ لَهُمْ. (مت ١٠:
١٠ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ إِزْعَاجَ ٱلنَّاسِ فِي خِدْمَتِنَا؟
١٠ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَلِيءِ بِٱلْجَرَائِمِ، يَرْتَابُ أَصْحَابُ بُيُوتٍ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ. (٢ تي ٣:
مَتَى أَتَحَدَّثُ إِلَى ٱلنَّاسِ؟
١١ لِمَ نُقَدِّرُ حِينَ يَحْتَرِمُ ٱلْآخَرُونَ وَقْتَنَا؟
١١ يَعِيشُ مُعْظَمُنَا حَيَاةً مَلِيئَةً بِٱلْمَشَاغِلِ. وَبِهَدَفِ إِتْمَامِ كُلِّ ٱلْتِزَامَاتِنَا، نَرْسُمُ ٱلْخُطَطَ وَنُنَظِّمُ وَقْتَنَا بِدِقَّةٍ. (اف ٥:١٦؛ في ١:١٠) وَإِذَا طَرَأَ أَمْرٌ مَا أَعَاقَنَا عَنِ ٱلِٱلْتِزَامِ بِبَرْنَامَجِنَا، فَقَدْ نَشْعُرُ بِٱلْإِحْبَاطِ. لِذٰلِكَ نَحْنُ نُقَدِّرُ حِينَ يَحْتَرِمُ ٱلْآخَرُونَ وَقْتَنَا وَيَعْرِفُونَ أَنَّنَا قَدْ لَا نَمْلِكُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِنَقْضِيَهُ مَعَهُمْ. فَكَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْقَاعِدَةُ ٱلذَّهَبِيَّةُ أَنْ نَحْتَرِمَ وَقْتَ ٱلْآخَرِينَ؟
١٢ كَيْفَ نُحَدِّدُ ٱلْوَقْتَ ٱلْأَنْسَبَ لِلتَّحَدُّثِ إِلَى ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِنَا؟
١٢ يَجِبُ أَنْ نُحَدِّدَ ٱلْوَقْتَ ٱلْأَنْسَبَ لِلتَّحَدُّثِ إِلَى أَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ. سَلْ نَفْسَكَ: ‹فِي مُقَاطَعَتِي، مَتَى يَكُونُ ٱلنَّاسُ عَادَةً فِي بُيُوتِهِمْ؟ وَمَتَى يَكُونُ لَدَيْهِمْ وَقْتٌ لِيَسْمَعُوا لِي؟›. وَمِنَ ٱلْمُسْتَحْسَنِ ٱلْبَحْثُ عَنْ طَرَائِقَ لِتَعْدِيلِ بَرْنَامَجِكَ وَفْقًا لِذٰلِكَ. فِي بَعْضِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ، مِنَ ٱلْأَفْضَلِ ٱلذَّهَابُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ عِنْدَ ٱلْعَصْرِ أَوْ فِي بِدَايَةِ ٱلْأُمْسِيَاتِ. فَإِنْ كَانَ ذٰلِكَ يَصِحُّ فِي مِنْطَقَتِكَ، فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرَتِّبَ لِلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ مِنَ ٱلنَّهَارِ؟ (اقرأ ١ كورنثوس ١٠:٢٤.) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُ ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلَّتِي تَبْذُلُهَا لِتُشَارِكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلَّتِي تُنَاسِبُ ٱلنَّاسَ فِي مُقَاطَعَتِكَ.
١٣ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِصَاحِبِ ٱلْبَيْتِ؟
١٣ وَهَلْ هُنَالِكَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى نُظْهِرُ بِهَا ٱلِٱحْتِرَامَ لِلْآخَرِينَ؟ عِنْدَمَا نَجِدُ شَخْصًا يَرْغَبُ فِي ٱلسَّمَاعِ لَنَا، يَنْبَغِي أَنْ نُقَدِّمَ شَهَادَةً حَسَنَةً، وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ مت ٥:٣٧) وَعِنْدَ خَتْمِ مُحَادَثَةٍ مَا، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ ٱلشَّخْصَ مَتَى يَكُونُ مُنَاسِبًا لَهُ أَنْ نَأْتِيَ لِزِيَارَتِهِ مُجَدَّدًا. وَيَجِدُ بَعْضُ ٱلنَّاشِرِينَ أَنَّهُ مِنَ ٱلْفَعَّالِ أَنْ يَقُولُوا: «أُحِبُّ أَنْ أَزُورَكَ مَرَّةً أُخْرَى. هَلْ تُفَضِّلُ أَنْ أَتَّصِلَ بِكَ أَوْ أُرْسِلَ إِلَيْكَ رِسَالَةً نَصِّيَّةً قَبْلَ ذٰلِكَ؟». وَعِنْدَمَا نُكَيِّفُ بَرْنَامَجَنَا عَلَى أَسَاسِ بَرْنَامَجِ ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِنَا، نَتَّبِعُ مِثَالَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي لَمْ ‹يَطْلُبْ مَنْفَعَةَ نَفْسِهِ، بَلْ مَنْفَعَةَ ٱلْكَثِيرِينَ، لِكَيْ يَخْلُصُوا›. — ١ كو ١٠:٣٣.
نُطِيلَ ٱلْبَقَاءَ عِنْدَهُ. فَرُبَّمَا خَصَّصَ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ هٰذَا ٱلْوَقْتَ لِلْقِيَامِ بِأَمْرٍ آخَرَ يَرَاهُ مُهِمًّا. وَإِذَا قَالَ إِنَّهُ مَشْغُولٌ، فَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَقُولَ لَهُ إِنَّنَا سَنَخْتَصِرُ ٱلْكَلَامَ، وَيَجِبُ أَنْ نَلْتَزِمَ بِوَعْدِنَا هٰذَا. (كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ أَبْدَأَ بِٱلْمُحَادَثَةِ؟
١٤-
١٤ لِنَفْرِضْ أَنَّنَا تَلَقَّيْنَا ٱتِّصَالًا هَاتِفِيًّا فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ مِنْ شَخْصٍ غَرِيبٍ يَسْأَلُ عَنْ أَنْوَاعِ ٱلطَّعَامِ ٱلَّتِي نُفَضِّلُهَا. فَنَتَسَاءَلُ مَنْ هُوَ ٱلْمُتَّصِلُ وَمَاذَا يُرِيدُ مِنَّا. وَلَعَلَّنَا نَتَحَدَّثُ مَعَهُ بِٱخْتِصَارٍ بِدَافِعِ ٱلتَّهْذِيبِ، لٰكِنَّنَا نَقُولُ لَهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِنَّنَا نُفَضِّلُ إِنْهَاءَ ٱلْحَدِيثِ. بِٱلْمُقَابِلِ، لِنَتَخَيَّلْ أَنَّ ٱلْمُتَّصِلَ يُعَرِّفُ بِنَفْسِهِ، يُعْلِمُنَا أَنَّهُ يَعْمَلُ فِي حَقْلِ ٱلتَّغْذِيَةِ، وَيُخْبِرُنَا بِلُطْفٍ أَنَّ لَدَيْهِ بَعْضَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْمُسَاعِدَةِ. لَرُبَّمَا نَكُونُ حِينَذَاكَ أَكْثَرَ ٱسْتِعْدَادًا لِلسَّمَاعِ إِلَيْهِ. فَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ
ٱلْآخَرُونَ فِي صُلْبِ ٱلْمَوْضُوعِ عِنْدَ ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْنَا. فَكَيْفَ نُظْهِرُ ٱلِٱحْتِرَامَ ذَاتَهُ لِلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ فِي خِدْمَتِنَا؟١٥ فِي مُقَاطَعَاتٍ كَثِيرَةٍ، يَلْزَمُ أَنْ نُخْبِرَ صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ بِوُضُوحٍ عَنِ ٱلْهَدَفِ مِنْ زِيَارَتِنَا. طَبْعًا، نَحْنُ نَمْتَلِكُ مَعْلُومَاتٍ قَيِّمَةً لَا يَمْلِكُهَا صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ. وَلٰكِنْ، لِنَفْتَرِضْ أَنَّنَا لَمْ نُعَرِّفْ عَنْ أَنْفُسِنَا وَعَنْ هَدَفِ زِيَارَتِنَا وَبَدَأْنَا مُقَدِّمَتَنَا بِسُؤَالٍ مِثْلِ: «إِذَا كَانَتْ لَدَيْكَ ٱلْقُدْرَةُ عَلَى حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ، فَأَيَّةُ مُشْكِلَةٍ تَخْتَارُ أَنْ تَحُلَّهَا؟». نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ٱلْمُرَادَ مِنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ هُوَ مَعْرِفَةُ مَا يَدُورُ فِي ذِهْنِ ٱلشَّخْصِ كَيْ نَسْتَخْدِمَ آيَاتٍ مُنَاسِبَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خِلَالَ حَدِيثِنَا. غَيْرَ أَنَّ صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ قَدْ يَتَسَاءَلُ: «مَنْ هُوَ هٰذَا ٱلْغَرِيبُ، وَلِمَ يَطْرَحُ عَلَيَّ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ؟ مَاذَا يُرِيدُ؟». لِذٰلِكَ، يَنْبَغِي أَنْ نَجْعَلَهُ يَشْعُرُ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ. (في ٢:
١٦ يَجِدُ أَحَدُ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ ٱلْعَرْضَ ٱلتَّالِيَ فَعَّالًا. بَعْدَ إِلْقَاءِ ٱلتَّحِيَّةِ عَلَى صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَٱلتَّعْرِيفِ بِنَفْسِهِ، يُسَلِّمُهُ نُسْخَةً مِنْ نَشْرَةِ هَلْ تَرْغَبُ فِي مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِيقَةِ؟ فِيمَا يَقُولُ لَهُ: «نَحْنُ نُوَزِّعُ ٱلْيَوْمَ نُسَخًا مِنْ هٰذِهِ ٱلنَّشْرَةِ لِجَمِيعِ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ. إِنَّهَا تُنَاقِشُ سِتَّةَ أَسْئِلَةٍ يَطْرَحُهَا أُنَاسٌ عَدِيدُونَ. إِلَيْكَ نُسْخَتَكَ ٱلْخَاصَّةَ». وَحَالَمَا يَعْرِفُ ٱلنَّاسُ سَبَبَ ٱلزِّيَارَةِ، يَشْعُرُ مُعْظَمُهُمْ بِبَعْضِ ٱلرَّاحَةِ وَيَكُونُ مِنَ ٱلْأَسْهَلِ عَادَةً ٱلْبَدْءُ بِمُحَادَثَةٍ. عِنْدَئِذٍ، يَسْأَلُ ٱلنَّاظِرُ ٱلْجَائِلُ صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ: «هَلْ فَكَّرْتَ يَوْمًا فِي أَحَدِ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ؟». وَعِنْدَمَا يَخْتَارُ ٱلشَّخْصُ سُؤَالًا، يَفْتَحُ ٱلْأَخُ ٱلنَّشْرَةَ وَيُنَاقِشُ جَوَابَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَإِنْ لَمْ يَخْتَرْ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ سُؤَالًا، يَنْتَقِي ٱلْأَخُ وَاحِدًا وَيُتَابِعُ ٱلْمُنَاقَشَةَ دُونَ أَنْ يُحْرِجَهُ. طَبْعًا، هُنَاكَ طَرَائِقُ كَثِيرَةٌ أُخْرَى يُمْكِنُنَا ٱسْتِخْدَامُهَا لِلدُّخُولِ فِي صُلْبِ ٱلْمَوْضُوعِ عِنْدَ ٱلْبَدْءِ بِمُحَادَثَةٍ. وَلٰكِنْ، لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ أَصْحَابَ ٱلْبُيُوتِ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ يَتَوَقَّعُونَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلشَّكْلِيَّاتِ قَبْلَ مَعْرِفَةِ هَدَفِ ٱلزِّيَارَةِ. لِذَا، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُعَدِّلَ طَرِيقَةَ عَرْضِ رِسَالَتِنَا بِحَيْثُ يَرْغَبُ ٱلنَّاسُ أَكْثَرَ فِي ٱلسَّمَاعِ إِلَيْهَا.
اِسْتَمِرَّ فِي ٱتِّبَاعِ ٱلْقَاعِدَةِ ٱلذَّهَبِيَّةِ فِي خِدْمَتِكَ
١٧ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي نَتَّبِعُ بِهَا ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ؟
١٧ مَا هِيَ إِذًا بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي نَتَّبِعُ بِهَا ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ فِي خِدْمَتِنَا؟ أَوَّلًا، مُعَامَلَةُ كُلِّ شَخْصٍ عَلَى أَنَّهُ فَرْدٌ مُتَمَيِّزٌ. ثَانِيًا، مُرَاعَاةُ حُرْمَةِ بُيُوتِ ٱلنَّاسِ وَمِلْكِيَّتِهِمْ. ثَالِثًا، ٱلسَّعْيُ لِلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ حِينَ يَكُونُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ وَأَكْثَرَ ٱسْتِعْدَادًا لِلسَّمَاعِ إِلَيْنَا. وَرَابِعًا، عَرْضُ رِسَالَتِنَا بِطَرِيقَةٍ تَجْعَلُ ٱلنَّاسَ فِي مُقَاطَعَتِنَا يَرْغَبُونَ فِي ٱلْإِصْغَاءِ إِلَيْهَا.
١٨ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ تَنْتِجُ عَنْ مُعَامَلَةِ ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِنَا كَمَا نُحِبُّ أَنْ نُعَامَلَ؟
١٨ كَثِيرَةٌ هِيَ ٱلْبَرَكَاتُ ٱلَّتِي تَنْتِجُ عَنْ مُعَامَلَةِ ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِنَا كَمَا نُحِبُّ أَنْ نُعَامَلَ. فَحِينَ نَتَصَرَّفُ بِلُطْفٍ وَمُرَاعَاةٍ، نَسْمَحُ لِنُورِنَا أَنْ يُضِيءَ، نُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى قِيمَةِ مَبَادِئِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَنَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. (مت ٥:١٦) كَمَا أَنَّنَا قَدْ نَجْذِبُ أُنَاسًا أَكْثَرَ إِلَى ٱلْحَقِّ مِنْ خِلَالِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نَتَحَدَّثُ بِهَا إِلَيْهِمْ. (١ تي ٤:١٦) وَسَوَاءٌ أَقَبِلَ ٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ أَمْ لَمْ يَقْبَلُوا، نَشْعُرُ بِٱلِٱكْتِفَاءِ لِمَعْرِفَتِنَا أَنَّنَا نَبْذُلُ مَا فِي وِسْعِنَا لِإِتْمَامِ خِدْمَتِنَا. (٢ تي ٤:٥) فَلْيَتَمَثَّلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي كَتَبَ: «إِنِّي أَفْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ لِأَجْلِ ٱلْبِشَارَةِ، لِأَصِيرَ شَرِيكًا فِيهَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ». (١ كو ٩:٢٣) وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، لِنَتَّبِعْ دَائِمًا ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ فِي خِدْمَتِنَا.