هذا هو ميراثنا الروحي
«هٰذَا هُوَ مِيرَاثُ خُدَّامِ يَهْوَهَ». — اش ٥٤:١٧.
١ مَا ٱلَّذِي حَافَظَ عَلَيْهِ يَهْوَهُ مِنَ ٱلزَّوَالِ، وَمَا ٱلْفَائِدَةُ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا؟
عَمِلَ يَهْوَهُ، ٱلْإِلٰهُ «ٱلْحَيُّ ٱلْبَاقِي»، عَلَى حِمَايَةِ رِسَالَتِهِ ٱلْمَانِحَةِ لِلْحَيَاةِ. وَلَا رَيْبَ أَنَّهَا سَتَدُومُ لِأَنَّ ‹كَلَامَ يَهْوَهَ يَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ›. (١ بط ١:
٢ عَلَامَ أَبْقَى ٱللهُ فِي كَلِمَتِهِ؟
٢ وَفِي كَلِمَتِهِ هٰذِهِ، حَفِظَ ٱللهُ ٱلِٱسْمَ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ هُوَ لِنَفْسِهِ كَيْ نَعْرِفَهُ جَمِيعًا. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَأْتِي عَلَى ذِكْرِ «يَهْوَهَ ٱللهِ» لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى عِنْدَ ٱلتَّحَدُّثِ عَنْ «تَارِيخِ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضِ». (تك ٢:٤) كَمَا وُجِدَ ٱسْمُ يَهْوَهَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً ضِمْنَ ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرِ ٱلْمَنْقُوشَةِ بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ عَلَى لَوْحَيِ ٱلْحِجَارَةِ. فَٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأُولَى مَثَلًا تُفْتَتَحُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: «أَنَا يَهْوَهُ إِلٰهُكَ». (خر ٢٠:
٣ عَلَامَ حَافَظَ ٱللهُ فِي عَالَمٍ تَتَفَشَّى فِيهِ ٱلْأَبَاطِيلُ ٱلدِّينِيَّةُ؟
٣ هٰذَا وَقَدْ حَافَظَ يَهْوَهُ فِي كَلِمَتِهِ عَلَى ٱلْحَقِّ. فَكَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لَهُ لِأَنَّهُ مَنَحَنَا ٱلنُّورَ ٱلرُّوحِيَّ وَٱلْحَقَّ فِي عَالَمٍ تَتَفَشَّى فِيهِ ٱلْأَبَاطِيلُ ٱلدِّينِيَّةُ! (اِقْرَأْ مزمور ٤٣:
مِيرَاثُنَا ٱلثَّمِينُ
٤، ٥ أَيُّ شَرَفٍ نِلْنَاهُ مُنْذُ سَنَةِ ١٩٣١؟
٤ يُشِيرُ ٱلْمِيرَاثُ عُمُومًا إِلَى مَجْمُوعِ ٱلْآرَاءِ وَٱلْأَنْمَاطِ وَٱلتَّقَالِيدِ ٱلْمُتَنَاقَلَةِ جِيلًا إِلَى جِيلٍ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ. وَلَدَيْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِيرَاثٌ رُوحِيٌّ نَفِيسٌ يَتَضَمَّنُ حِيَازَةَ مَعْرِفَةٍ دَقِيقَةٍ
لِكَلِمَةِ ٱللهِ وَفَهْمٍ وَاضِحٍ لِلْحَقِّ عَنْهُ وَعَنْ مَقَاصِدِهِ. كَمَا أَنَّهُ يَشْمُلُ شَرَفَ حَمْلِ ٱسْمِ ٱللهِ ٱلْعَظِيمِ.٥ فَفِي ٱلْمَحْفِلِ ٱلَّذِي عُقِدَ عَامَ ١٩٣١ فِي كُولُومْبُس بِوِلَايَةِ أُوهَايُو ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ، ظَهَرَ عَلَى وَرَقَةِ ٱلْبَرْنَامَجِ حَرْفَانِ بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ هُمَا JW. وَأَخْبَرَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ أَنَّ ٱلتَّخْمِينَاتِ بَدَأَتْ تَدُورُ حَوْلَ مَعْنَى هٰذَيْنِ ٱلْحَرْفَيْنِ. فَمِنْهُمْ مَنْ أَخْطَأُوا ٱلتَّقْدِيرَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَصَابُوا فِي تَخْمِينِهِمْ إِذْ قَالُوا: «شُهُودُ يَهْوَهَ». وَفِعْلًا، وَافَقْنَا بِٱلْإِجْمَاعِ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ فِي ٢٦ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ١٩٣١ عَلَى تَبَنِّي هٰذَا ٱلِٱسْمِ بَعْدَمَا كُنَّا نُعْرَفُ بِتَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَيَا لَلسُّرُورِ ٱلَّذِي عَمَّ ٱلْحُضُورَ آنَذَاكَ! (اِقْرَأْ اشعيا ٤٣:١٢.) يَتَذَكَّرُ أَخٌ: «لَنْ أَنْسَى مَا حَيِيتُ دَوِيَّ ٱلْأَصْوَاتِ وَٱلتَّصْفِيقِ ٱلَّذِي عَلَا فِي أَرْجَاءِ ٱلْمَكَانِ». نَعَمْ، لَقَدْ سَمَحَ يَهْوَهُ أَنْ نَحْمِلَ ٱسْمَهُ لِأَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِيَةِ عُقُودٍ فِي حِينِ أَنَّ أَحَدًا سِوَانَا لَمْ يَرْغَبْ فِي حَمْلِهِ. وَهُوَ فِعْلًا شَرَفٌ عَظِيمٌ أَنْ نَكُونَ شُهُودًا لَهُ!
٦ أَيَّةُ مَعْلُومَاتٍ دَقِيقَةٍ يَحْتَوِيهَا مِيرَاثُنَا ٱلرُّوحِيُّ؟
٦ يَزْخَرُ مِيرَاثُنَا ٱلرُّوحِيُّ بِٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلدَّقِيقَةِ وَٱلْقَيِّمَةِ عَنِ ٱلْمَاضِي. خُذْ مَثَلًا مَا نَعْرِفُهُ عَنِ ٱلْآبَاءِ ٱلْأَجِلَّاءِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. فَهُمْ نَاقَشُوا دُونَ شَكٍّ مَعَ عَائِلَاتِهِمِ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي تُرْضِي يَهْوَهَ. لِذَا، لَا نَتَعَجَّبُ أَنْ يَرْفُضَ يُوسُفُ مُمَارَسَةَ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ ٱلْجِنْسِيِّ كَيْ لَا ‹يُخْطِئَ إِلَى ٱللهِ›. (تك ٣٩:
٧ أَيُّ وَعْدٍ مُشَجِّعٍ يَتَضَمَّنُهُ مِيرَاثُنَا ٱلرُّوحِيُّ؟
٧ يَتَضَمَّنُ مِيرَاثُنَا ٱلرُّوحِيُّ أَيْضًا وَعْدَ ٱللهِ ٱلْقَائِلَ: «كُلُّ سِلَاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لَا يَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي ٱلْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هٰذَا هُوَ مِيرَاثُ خُدَّامِ يَهْوَهَ، وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي». (اش ٥٤:١٧) وَتُثْبِتُ ٱلرِّوَايَاتُ ٱلْكَثِيرَةُ، ٱلَّتِي تَصْدُرُ فِي مَطْبُوعَاتِنَا وَتُشَكِّلُ جُزْءًا مِنْ مِيرَاثِنَا ٱلرُّوحِيِّ، أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَنْ يُفْلِحَ أَبَدًا فِي إِلْحَاقِ ٱلضَّرَرِ بِنَا مَهْمَا ٱسْتَخْدَمَ مِنْ أَسْلِحَةٍ لِأَنَّ ‹يَهْوَهَ مَعَنَا›. (مز ١١٨:٧) وَهٰذَا يَمْنَحُنَا ٱلشُّعُورَ بِٱلْأَمَانِ، حَتَّى وَقْتَمَا نُضْطَهَدُ.
٨ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٨ لَقَدْ حَاوَلَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُزِيلَ كَلِمَةَ ٱللهِ مِنَ ٱلْوُجُودِ، يَمْحُوَ ٱسْمَ يَهْوَهَ، وَيَطْمِسَ ٱلْحَقَّ. لٰكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ مُطْلَقًا أَنْ يَتَصَدَّى لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي أَحْبَطَ كُلَّ جُهُودِهِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَرَى (١) كَيْفَ حَمَى يَهْوَهُ كَلِمَتَهُ، (٢) كَيْفَ حَفِظَ ٱسْمَهُ، وَ (٣) كَيْفَ حَفِظَ ٱلْحَقَّ.
كَيْفَ حَمَى يَهْوَهُ كَلِمَتَهُ
٩-
٩ لَقَدْ حَفِظَ يَهْوَهُ كَلِمَتَهُ رَغْمَ كُلِّ ٱلْعَرَاقِيلِ. تَذْكُرُ دَائِرَةُ مَعَارِفَ إِيطَالِيَّةٌ (Cattolica Enciclopedia): «عَامَ ١٢٢٩، مَنَعَ مَجْمَعُ تُولُوز عَامَّةَ ٱلشَّعْبِ مِنِ ٱسْتِخْدَامِ [ٱلْكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلصَّادِرَةِ بِلُغَةٍ يَفْهَمُونَهَا] فِي إِطَارِ مُكَافَحَتِهِ لِلْأَلْبِجِنْسِيِّينَ وَٱلْوَلْدُوِيِّينَ . . . وَصَدَرَ قَرَارٌ مُشَابِهٌ عَنِ ٱلْمَجْمَعِ ٱلَّذِي عُقِدَ فِي مَدِينَةِ تَارَّاڠُونَا بِإِسْبَانِيَا عَامَ ١٢٣٤ تَحْتَ إِشْرَافِ جَيْمْسَ ٱلْأَوَّلِ . . . تَدَخَّلَ ٱلْكُرْسِيُّ ٱلرَّسُولِيُّ فِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى عَامَ ١٥٥٩، حِينَ مَنَعَ فِهْرِسُ ٱلْبَابَا بُولُسَ ٱلرَّابِعِ طَبْعَ وَٱمْتِلَاكَ [كُتُبٍ مُقَدَّسَةٍ] يَفْهَمُهَا ٱلشَّعْبُ دُونَ إِذْنِ مَحْكَمَةِ ٱلتَّفْتِيشِ».
١٠ لٰكِنَّ مُحَاوَلَاتٍ كَهٰذِهِ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، أَنْتَجَ جُون وِيكْلِف وَشُرَكَاؤُهُ عَامَ ١٣٨٢ أَوَّلَ تَرْجَمَةٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ. كَذٰلِكَ، أَصْدَرَ وِلْيَم تِنْدَل تَرْجَمَةً أُخْرَى بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ. فَحُكِمَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ عَامَ ١٥٣٦. وَيُقَالُ إِنَّهُ صَرَخَ وَهُوَ مَرْبُوطٌ عَلَى خَشَبَةٍ: «رَبَّاهُ، ٱفْتَحْ عَيْنَيْ مَلِكِ إِنْكِلْتَرَا». ثُمَّ خُنِقَ وَأُحْرِقَتْ جُثَّتُهُ.
١١ فِي عَامِ ١٥٣٥، كَانَتْ قَدْ صَدَرَتْ تَرْجَمَةُ مَايْلْز كَاڤِرْدَايْل بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ. وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ فِيهَا كَاڤِرْدَايْل تَرْجَمَةَ تِنْدَلَ ٱلَّتِي تَشْمُلُ «ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ» وَ «ٱلْعَهْدَ ٱلْقَدِيمَ» (مِنَ ٱلتَّكْوِينِ إِلَى أَخْبَارِ ٱلْأَيَّامِ). كَمَا تَرْجَمَ أَجْزَاءً أُخْرَى مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مِنَ ٱللَّاتِينِيَّةِ وَمِنْ تَرْجَمَةِ مَارْتِن لُوثِرَ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ. وَٱلْيَوْمَ، نَحْنُ نُقَدِّرُ كَثِيرًا تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ لِأَنَّهَا وَاضِحَةٌ، دَقِيقَةٌ، وَمُفِيدَةٌ فِي ٱلْكِرَازَةِ. وَكَمْ يُفْرِحُنَا أَنَّهُ مَا مِنْ قُوَّةٍ شَيْطَانِيَّةٍ أَوْ بَشَرِيَّةٍ سَتَقْدِرُ يَوْمًا أَنْ تَمْنَعَ يَهْوَهَ مِنْ حِمَايَةِ كَلِمَتِهِ!
كَيْفَ حَفِظَ يَهْوَهُ ٱسْمَهُ
١٢ أَيُّ دَوْرٍ تَلْعَبُهُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟
١٢ عَمِلَ يَهْوَهُ ٱللهُ عَلَى حِفْظِ ٱسْمِهِ فِي كَلِمَتِهِ. وَفِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ، تَلْعَبُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ دَوْرًا رَئِيسِيًّا. فَفِي مُقَدِّمَتِهَا كَتَبَتْ لَجْنَةُ
ٱلْمُتَرْجِمِينَ ٱلْمُتَفَانِينَ: «أَبْرَزُ مَا تَتَمَيَّزُ بِهِ هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ هُوَ رَدُّ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ إِلَى مَكَانِهِ فِي نَصِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَقَدِ ٱسْتُخْدِمَ [ٱلِٱسْمُ ٱلْإِلٰهِيُّ] ٦٬٩٧٣ مَرَّةً فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ وَ ٢٣٧ مَرَّةً فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ». وَهٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ مُتَوَفِّرَةٌ ٱلْآنَ كَامِلًا أَوْ جُزْئِيًّا بِأَكْثَرَ مِنْ ١١٦ لُغَةً وَطُبِعَ مِنْهَا أَكْثَرُ مِنْ ١٧٨٬٥٤٥٬٨٦٢ نُسْخَةً.١٣ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلنَّاسَ عَرَفُوا ٱسْمَ ٱللهِ مُنْذُ خَلْقِ ٱلْبَشَرِ؟
١٣ مُنْذُ فَجْرِ ٱلتَّارِيخِ، عَرَفَ ٱلنَّاسُ ٱسْمَ ٱللهِ. فَآدَمُ وَحَوَّاءُ كَانَا عَلَى عِلْمٍ بِهِ، وَقَدْ عَرَفَا كَيْفَ يَتَلَفَّظَانِ بِهِ تَمَامًا. وَحِينَ أَظْهَرَ حَامٌ ٱلِٱحْتِقَارَ لِأَبِيهِ نُوحٍ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ، قَالَ نُوحٌ: «مُبَارَكٌ يَهْوَهُ إِلٰهُ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ [بْنُ حَامٍ] عَبْدًا لَهُ». (تك ٤:١؛ ٩:٢٦) كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ نَفْسَهُ أَعْلَنَ: «أَنَا يَهْوَهُ، هٰذَا ٱسْمِي. وَمَجْدِي لَا أُعْطِيهِ لآِخَرَ». وَذَكَرَ أَيْضًا: «أَنَا يَهْوَهُ وَلَيْسَ آخَرُ. لَا إِلٰهَ سِوَايَ». (اش ٤٢:٨؛ ٤٥:٥) وَقَدْ حَفِظَ يَهْوَهُ ٱسْمَهُ وَجَعَلَهُ مَعْرُوفًا لَدَى ٱلنَّاسِ فِي ٱلْعَالَمِ بِأَسْرِهِ. فَيَا لَهُ مِنْ شَرَفٍ عَظِيمٍ أَنْ نَسْتَخْدِمَ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَنَخْدُمَ شُهُودًا لَهُ! وَفِي ٱلْوَاقِعِ، نَحْنُ نُنَادِي قَائِلِينَ: «بِٱسْمِ إِلٰهِنَا نَرْفَعُ رَايَاتِنَا». — مز ٢٠:٥.
١٤ أَيْنَ يُمْكِنُ أَنْ نَجِدَ ٱسْمَ ٱللهِ عَدَا ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٤ لَا يَرِدُ ٱسْمُ ٱللهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فَقَطْ. خُذْ مَثَلًا ٱلْحَجَرَ ٱلْمُوآبِيَّ، ٱلَّذِي وُجِدَ فِي مِنْطَقَةِ ذِيبَانَ (دِيبُونَ) ٱلْوَاقِعَةِ عَلَى بُعْدِ ٢١ كِيلُومِتْرًا شَرْقَ ٱلْبَحْرِ ٱلْمَيِّتِ. فَهُوَ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ٱلْمَلِكِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّ عُمْرِي، وَكَذٰلِكَ قِصَّةِ تَمَرُّدِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمُوآبِيِّ مِيشَعَ عَلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ كَمَا يَرْوِيهَا هُوَ نَفْسُهُ. (١ مل ١٦:٢٨؛ ٢ مل ١:١؛ ٣:
١٥ مَا هِيَ اَلسَّبْعِينِيَّةُ، وَمَا ٱلَّذِي أَدَّى إِلَى إِصْدَارِهَا؟
١٥ كَانَ لِمُتَرْجِمِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلِ دَوْرٌ فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ. فَبَعْدَمَا سُبِيَ ٱلْيَهُودُ إِلَى بَابِلَ مِنْ عَامِ ٦٠٧ قم حَتَّى عَامِ ٥٣٧ قم، كَثِيرُونَ مِنْهُمْ لَمْ يَعُودُوا إِلَى يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. وَبِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، بَاتَتِ ٱلْإِسْكَنْدَرِيَّةُ فِي مِصْرَ مَوْطِنًا لِلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ ٱحْتَاجُوا إِلَى تَرْجَمَةٍ لِلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ بِٱلْيُونَانِيَّةِ، ٱلَّتِي كَانَتْ آنَذَاكَ لُغَةً عَالَمِيَّةً. وَهٰكَذَا بِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، ٱنْتَهَى عَمَلُ ٱلتَّرْجَمَةِ فِي اَلسَّبْعِينِيَّةُ ٱلَّتِي يَحْوِي بَعْضُ نُسَخِهَا ٱسْمَ يَهْوَهَ بِصِيغَتِهِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.
١٦ أَيُّ كِتَابٍ طُبِعَ عَامَ ١٦٤٠ يَسْتَخْدِمُ ٱلِٱسْمَ ٱلْإِلٰهِيَّ؟
١٦ وَنَجِدُ ٱلِٱسْمَ ٱلْإِلٰهِيَّ أَيْضًا فِي أَوَّلِ كِتَابٍ طُبِعَ فِي ٱلْمُسْتَعْمَرَاتِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ فِي أَمِيرْكَا (Bay Psalm Book). وَٱلطَّبْعَةُ ٱلْأَصْلِيَّةُ مِنْهُ (ٱلصَّادِرَةُ عَامَ ١٦٤٠) هِيَ تَرْجَمَةٌ لِسِفْرِ ٱلْمَزَامِيرِ مِنَ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ إِلَى ٱللُّغَةِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ ٱلْمَعْرُوفَةِ آنَذَاكَ. وَهِيَ تَسْتَخْدِمُ ٱسْمَ ٱللهِ يَهْوَهَ فِي آيَاتٍ كَٱلْمَزْمُور ١:
يَهْوَهُ حَفِظَ ٱلْحَقَّ ٱلْإِلٰهِيَّ
١٧، ١٨ (أ) مَا هُوَ «ٱلْحَقُّ»؟ (ب) مَا هُوَ «حَقُّ ٱلْبِشَارَةِ»؟
١٧ نَحْنُ نَخْدُمُ بِفَرَحٍ «يَهْوَهَ إِلٰهَ ٱلْحَقِّ». (مز ) وَ «ٱلْحَقُّ» هُوَ مَجْمُوعُ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِمَوْضُوعٍ مَا. وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، غَالِبًا مَا تُشِيرُ ٱلْكَلِمَتَانِ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ وَٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَنْقُولَتَانِ إِلَى «حَقٍّ» إِلَى شَيْءٍ صَحِيحٍ، جَدِيرٍ بِٱلثِّقَةِ، أَوْ وَاقِعِيٍّ. ٣١:٥
١٨ وَقَدْ حَفِظَ يَهْوَهُ ٱلْحَقَّ ٱلْإِلٰهِيَّ وَلَا يَنْفَكُّ يُسَاعِدُنَا عَلَى مَعْرِفَةِ ٱلْمَزِيدِ عَنْهُ. (٢ يو ١، ٢) فَفَهْمُنَا ٱلرُّوحِيُّ يَصِيرُ أَوْضَحَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، لِأَنَّ ‹سَبِيلَ ٱلْأَبْرَارِ كَٱلنُّورِ ٱلْمُشْرِقِ يَزْدَادُ إِنَارَةً إِلَى ٱلنَّهَارِ ٱلْكَامِلِ›. (ام ٤:١٨) وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نُوَافِقُ يَسُوعَ عَلَى قَوْلِهِ: «كَلِمَتُكَ هِيَ حَقٌّ». (يو ١٧:١٧) وَكَلِمَةُ ٱللهِ تَحْوِي «حَقَّ ٱلْبِشَارَةِ»، أَيْ كَامِلَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (غل ٢:١٤) وَهٰذِهِ ٱلتَّعَالِيمُ تَتَضَمَّنُ حَقَائِقَ عَنِ ٱسْمِ يَهْوَهَ، سُلْطَانِهِ، ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ، ٱلْقِيَامَةِ، وَٱلْمَلَكُوتِ. فَلْنَرَ كَيْفَ حَمَى ٱللهُ ٱلْحَقَّ رَغْمَ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلدَّؤُوبَةِ لِطَمْسِهِ.
يَهْوَهُ أَحْبَطَ ٱلْجُهُودَ لِطَمْسِ ٱلْحَقِّ
١٩، ٢٠ مَنْ كَانَ نِمْرُودُ، وَأَيُّ مَسْعًى فَشِلَ فِي أَيَّامِهِ؟
١٩ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ، عَاشَ «صَيَّادٌ جَبَّارٌ مُقَاوِمٌ لِيَهْوَهَ» يُدْعَى نِمْرُودَ. (تك ١٠:٩) وَبِمُقَاوَمَتِهِ لِيَهْوَهَ، كَانَ فِي ٱلْوَاقِعِ يَعْبُدُ ٱلشَّيْطَانَ تَمَامًا مِثْلَ أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ تَحَدَّثَ عَنْهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا: «أَنْتُمْ مِنْ أَبِيكُمْ إِبْلِيسَ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا شَهَوَاتِ أَبِيكُمْ. ذَاكَ . . . لَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ». — يو ٨:٤٤.
٢٠ ضَمَّتْ مِنْطَقَةُ نُفُوذِ نِمْرُودَ بَابِلَ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْمُدُنِ ٱلْوَاقِعَةِ بَيْنَ نَهْرَيْ دِجْلَةَ وَٱلْفُرَاتِ. (تك ١٠:١٠) وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ هُوَ مَنْ بَاشَرَ بِتَشْيِيدِ بَابِلَ وَبُرْجِهَا نَحْوَ عَامِ ٢٢٦٩ قم، مُخَالِفًا بِذٰلِكَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ ٱلَّتِي قَضَتْ بِأَنْ يَنْتَشِرَ ٱلنَّاسُ فِي ٱلْأَرْضِ بِكَامِلِهَا. فَقَدْ قَالَ ٱلْبَنَّاؤُونَ: «هَلُمَّ نَبْنِي لِأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَنَصْنَعُ لِأَنْفُسِنَا ٱسْمًا شَهِيرًا، لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ». لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْخُطَّةَ لَمْ تَنْجَحْ لِأَنَّ ٱللهَ «بَلْبَلَ لُغَةَ كُلِّ ٱلْأَرْضِ» وَبَدَّدَ هٰؤُلَاءِ ٱلْبَنَّائِينَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِنْهَاءِ عَمَلِهِمْ. (تك ١١:
٢١، ٢٢ (أ) لِمَاذَا لَمْ يُشَكِّلِ ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ يَوْمًا خَطَرًا حَقِيقِيًّا عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٢١ لَمْ يُشَكِّلِ ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ يَوْمًا خَطَرًا حَقِيقِيًّا عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّ مُعَلِّمَنَا ٱلْعَظِيمَ حَمَى كَلِمَتَهُ ٱلْمَكْتُوبَةَ، أَبْقَى ٱسْمَهُ مَعْرُوفًا لَدَى ٱلنَّاسِ، وَحَفِظَ ٱلْحَقَّ ٱلْإِلٰهِيَّ. (اش ٣٠:
٢٢ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ كَيْفَ نَشَأَتْ بَعْضُ ٱلْعَقَائِدِ ٱلْبَاطِلَةِ. وَسَنَرَى كَيْفَ أَنَّهَا سَتَتَدَاعَى عِنْدَ فَحْصِهَا عَلَى ضَوْءِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَسَنَرَى أَيْضًا كَيْفَ بَارَكَنَا يَهْوَهُ بِإِعْطَائِنَا تَعَالِيمَ حَقَّةً نُعِزُّهَا وَنُقَدِّرُهَا كَجُزْءٍ مِنْ مِيرَاثِنَا ٱلرُّوحِيِّ.