«ثمر الروح» يمجِّد الله
«ثَمَرُ ٱلرُّوحِ» يُمَجِّدُ ٱللهَ
«فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي، أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ». — يو ١٥:٨.
١، ٢ (أ) أَيَّةُ فُرَصٍ لَدَيْنَا لِنُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ؟ (ب) أَيَّةُ عَطِيَّةٍ مِنْ يَهْوَهَ تُحَسِّنُ قُدْرَتَنَا عَلَى خِدْمَتِهِ؟
أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ نَاضِجَةٌ تُلَاحِظُ أَنَّ أُخْتًا أَصْغَرَ سِنًّا مَشْغُولَةُ ٱلْبَالِ. فَتَقْتَرِبُ مِنْهَا وَتَسْأَلُهَا أَنْ تُرَافِقَهَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. وَبَيْنَمَا هُمَا تَتَبَادَلَانِ أَطْرَافَ ٱلْحَدِيثِ أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ، تَسْكُبُ ٱلشَّابَّةُ قَلْبَهَا وَتُخْبِرُهَا بِمَا يُقْلِقُهَا. وَلَاحِقًا فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ، تُصَلِّي شَاكِرَةً يَهْوَهَ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْحُبِّيِّ ٱلَّذِي كَانَتْ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهِ. فِي مَكَانٍ آخَرَ، يَعُودُ زَوْجَانِ مِنْ تَعْيِينِهِمَا ٱلْكِرَازِيِّ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ. وَفِي أَحَدِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ، يُصْغِي أَخٌ حَدَثٌ إِلَيْهِمَا وَهُمَا يَرْوِيَانِ بِحَمَاسٍ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي عَاشَاهَا. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ، فِيمَا يَسْتَعِدُّ لِيَنْتَقِلَ إِلَى تَعْيِينِهِ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ، تَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِهِ صُورَةُ ٱلزَّوْجَيْنِ وَٱلْحَدِيثُ ٱلَّذِي أَشْعَلَ فِي قَلْبِهِ رَغْبَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ.
٢ لَرُبَّمَا تُذَكِّرُكَ هَاتَانِ ٱلْحَادِثَتَانِ بِشَخْصٍ كَانَ لَهُ أَثَرٌ بَالِغٌ فِي حَيَاتِكَ أَوْ بِشَخْصٍ سَاهَمْتَ أَنْتَ فِي تَغْيِيرِ مَسَارِ حَيَاتِهِ. طَبْعًا، نَادِرًا مَا تَسْتَطِيعُ بِحَدِيثٍ وَاحِدٍ تَغْيِيرَ حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ، إِلَّا أَنَّ لَدَيْكَ يَوْمِيًّا فُرَصًا عَدِيدَةً لِتُشَجِّعَهُمْ وَتُقَوِّيَهُمْ. وَهَلْ تَعْلَمُ أَنَّ هُنَالِكَ عَطِيَّةً مِنْ يَهْوَهَ تَصْقُلُ قُدُرَاتِكَ وَصِفَاتِكَ بِحَيْثُ تَتَمَكَّنُ مِنْ خِدْمَتِهِ وَخِدْمَةِ إِخْوَتِكَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ؟ إِنَّهَا عَطِيَّةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (لو ١١:١٣) فَحِينَ يَعْمَلُ رُوحُ ٱللهِ فِي حَيَاتِنَا، يَخْلُقُ فِينَا صِفَاتٍ رَائِعَةً تُحَسِّنُ نَوْعِيَّةَ خِدْمَتِنَا بِكُلِّ أَوْجُهِهَا. فَيَا لَهَا مِنْ عَطِيَّةٍ مُذْهِلَةٍ! — اِقْرَأْ غلاطية ٥:٢٢، ٢٣.
٣ (أ) كَيْفَ نُمَجِّدُ ٱللهَ حِينَ نُنَمِّي «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ»؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا؟
٣ إِنَّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ يَهْوَهَ ٱللهِ، مَصْدَرِ هذَا ٱلرُّوحِ. (كو ٣:٩، ١٠) وَقَدْ أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّبَبِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱللهِ حِينَ قَالَ لِرُسُلِهِ: «فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي، أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ». * (يو ١٥:٨) فَعِنْدَمَا نُنَمِّي «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ» يَكُونُ تَأْثِيرُهُ وَاضِحًا فِي كَلَامِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا، مَا يَجْلُبُ ٱلتَّسْبِيحَ لِإِلهِنَا. (مت ٥:١٦) وَكَيْفَ يَخْتَلِفُ ثَمَرُ ٱلرُّوحِ عَنِ ٱلسِّمَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ؟ كَيْفَ نُنَمِّي هذَا ٱلثَّمَرَ؟ وَلِمَ يَصْعُبُ عَلَيْنَا ذلِكَ؟ سَنُجِيبُ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِيمَا نُنَاقِشُ ٱلْأَوْجُهَ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلْأُولَى لِثَمَرِ ٱلرُّوحِ: اَلْمَحَبَّةَ، ٱلْفَرَحَ، وَٱلسَّلَامَ.
اَلْمَحَبَّةُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى مَبْدَإٍ أَسْمَى
٤ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْهُ؟
٤ تَخْتَلِفُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱخْتِلَافًا وَاضِحًا عَنْ نَوْعِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّائِعِ فِي ٱلْعَالَمِ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ عَلَى مَبْدَإٍ أَسْمَى. وَقَدْ سَلَّطَ يَسُوعُ ٱلضَّوْءَ عَلَى هذَا ٱلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ. (اِقْرَأْ متى ٥:٤٣-٤٨.) فَذَكَرَ أَنَّهُ حَتَّى ٱلْخُطَاةُ يُعَامِلُونَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْمِثْلِ. غَيْرَ أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ هذِهِ لَا تَشْمُلُ ٱلتَّضْحِيَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ، إِنَّمَا هِيَ مُجَرَّدُ تَبَادُلِ خِدْمَاتٍ. لِذلِكَ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ ‹نَكُونَ أَبْنَاءَ أَبِينَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ›، فَعَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُخْتَلِفِينَ. فَبَدَلَ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِٱلْمِثْلِ، يَنْبَغِي أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهِمْ وَنُعَامِلَهُمْ مِثْلَمَا يَفْعَلُ يَهْوَهُ. وَلكِنْ كَيْفَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُحِبَّ أَعْدَاءَنَا كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ؟
٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ لِمُضْطَهِدِينَا؟
٥ تَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَحِينَ كَانَ بُولُسُ وَسِيلَا يَكْرِزَانِ فِي فِيلِبِّي ٱعْتُقِلَا، ضُرِبَا ضَرْبًا مُبَرِّحًا، وَأُلْقِيَا فِي ٱلسِّجْنِ ٱلدَّاخِلِيِّ حَيْثُ ثُبِّتَتْ أَرْجُلُهُمَا فِي ٱلْمِقْطَرَةِ. وَكَانَ ٱلسَّجَّانُ بَيْنَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُوا مُعَامَلَتَهُمَا. وَلكِنْ هَلْ رَاوَدَتْهُمَا فِكْرَةُ ٱلِٱنْتِقَامِ مِنْهُ عِنْدَمَا تَحَرَّرَا عَلَى نَحْوٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ إِثْرَ حُدُوثِ زِلْزَالٍ؟ كَلَّا. فَٱهْتِمَامُهُمَا ٱلصَّادِقُ بِخَيْرِهِ — أَيْ مَحَبَّةُ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَاهَا — دَفَعَهُمَا أَنْ يَتَصَرَّفَا بِسُرْعَةٍ لِمَصْلَحَتِهِ، مَا أَتَاحَ لَهُ وَلِعَائِلَتِهِ بِكَامِلِهَا أَنْ يُصْبِحُوا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ. (اع ١٦:١٩-٣٤) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلْيَوْمَ يَتْبَعُونَ ٱلْمَسْلَكَ نَفْسَهُ إِذْ ‹يُبَارِكُونَ ٱلْمُضْطَهِدِينَ›. — رو ١٢:١٤.
٦ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ نُظْهِرُ لِإِخْوَتِنَا مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢١.)
٦ إِلَّا أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ تَذْهَبُ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ ذلِكَ. فَنَحْنُ «مُلْزَمُونَ أَنْ نَبْذُلَ نُفُوسَنَا لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا». (اِقْرَأْ ١ يوحنا ٣:١٦-١٨.) وَلكِنْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ. مَثَلًا، إِذَا أَسَأْنَا إِلَى أَخِينَا بِقَوْلٍ أَوْ تَصَرُّفٍ مَا، نُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّتِنَا بِأَنْ نُبَادِرَ إِلَى مُصَالَحَتِهِ. (مت ٥:٢٣، ٢٤) وَمَاذَا لَوْ أَسَاءَ إِلَيْنَا أَحَدٌ؟ هَلْ نَكُونُ ‹غَفُورِينَ› أَمْ نَمِيلُ أَحْيَانًا إِلَى إِضْمَارِ ٱلضَّغِينَةِ؟ (مز ٨٦:٥) إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلشَّدِيدَةَ ٱلَّتِي يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتُرَ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلطَّفِيفَةَ، مُسَامِحِينَ ٱلْآخَرِينَ ‹كَمَا سَامَحَنَا يَهْوَهُ›. — كو ٣:١٣، ١٤؛ ١ بط ٤:٨.
٧، ٨ (أ) مَا عَلَاقَةُ مَحَبَّتِنَا لِلنَّاسِ بِمَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ نُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ أَدْنَاهُ.)
٧ وَكَيْفَ نُنَمِّي مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ تِجَاهَ إِخْوَتِنَا؟ بِتَعْمِيقِ مَحَبَّتِنَا لِلهِ. (اف ٥:١، ٢؛ ١ يو ٤:٩-١١، ٢٠، ٢١) فَٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي نُخَصِّصُهُ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلِ وَٱلصَّلَاةِ يُنْعِشُ قَلْبَنَا وَيُعَزِّزُ مَحَبَّتَنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. وَلِهذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَلْزَمُنَا شِرَاءُ ٱلْوَقْتِ.
٨ تَخَيَّلْ أَنَّهُ لَيْسَ لَدَيْكَ إِلَّا سَاعَةٌ مُحَدَّدَةٌ فِي ٱلْيَوْمِ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلتَّأَمُّلِ، وَٱلصَّلَاةِ. أَفَلَنْ تَحْرِصَ أَلَّا تَدَعَ شَيْئًا يَتَعَارَضُ مَعَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْقَصِيرَةِ؟ طَبْعًا، مَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُ أَنْ يَمْنَعَكَ مِنَ ٱلتَّوَاصُلِ مَعَ ٱللهِ فِي ٱلصَّلَاةِ، وَمُعْظَمُنَا يَسْتَطِيعُ قِرَاءَةَ كَلِمَتِهِ مَتَى شَاءَ. وَلكِنْ قَدْ يَلْزَمُنَا ٱتِّخَاذُ إِجْرَاءَاتٍ مُعَيَّنَةٍ كَيْ لَا نَغْرَقَ فِي دَوَّامَةِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْيَوْمِيَّةِ، مَا يَسْلُبُنَا ٱلْوَقْتَ ٱلْمُخَصَّصَ لِيَهْوَهَ. فَهَلْ تَشْتَرِي أَكْبَرَ قَدْرٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ كُلَّ يَوْمٍ لِتَقْتَرِبَ إِلَيْهِ؟
«فَرَحٌ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ»
٩ بِمَ يَتَمَيَّزُ ٱلْفَرَحُ ٱلَّذِي يُنْتِجُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟
٩ إِنَّ مَا يُمَيِّزُ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ هُوَ أَنَّهُ ثَابِتٌ لَا يَتَغَيَّرُ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ. وَٱلْفَرَحُ، ثَانِي وَجْهٍ مِنْ هذَا ٱلثَّمَرِ، هُوَ مِثَالٌ عَلَى ذلِكَ. فَهُوَ أَشْبَهُ بِنَبْتَةٍ تَصْمُدُ أَمَامَ أَقْسَى ٱلظُّرُوفِ وَٱلْمَنَاخَاتِ. فَحَوْلَ ٱلْعَالَمِ، كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ‹يَقْبَلُونَ ٱلْكَلِمَةَ فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ بِفَرَحٍ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ›. (١ تس ١:٦) وَيُقَاسِي غَيْرُهُمُ ٱلْمَشَقَّةَ وَٱلْحِرْمَانَ. بَيْدَ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَوِّيهِمْ بِرُوحِهِ ‹لِكَيْ يَحْتَمِلُوا إِلَى ٱلتَّمَامِ وَيَكُونُوا طِوَالَ ٱلْأَنَاةِ بِفَرَحٍ›. (كو ١:١١) فَمِنْ أَيْنَ نَسْتَمِدُّ هذَا ٱلْفَرَحَ؟
١٠ مِنْ أَيْنَ نَسْتَمِدُّ فَرَحَنَا؟
١٠ بِخِلَافِ «ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ» لِعَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، فَإِنَّ ٱلْكُنُوزَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي يُغْدِقُهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا لَهَا قِيمَةٌ دَائِمَةٌ. (١ تي ٦:١٧؛ مت ٦:١٩، ٢٠) فَهُوَ يَمْنَحُنَا ٱلرَّجَاءَ ٱلْمُفْرِحَ بِمُسْتَقْبَلٍ لَا نِهَايَةَ لَهُ. كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ لِكَوْنِنَا جُزْءًا مِنْ مَعْشَرِ إِخْوَةٍ مَسِيحِيٍّ عَالَمِيٍّ. وَأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ هُوَ أَنَّ فَرَحَنَا نَابِعٌ مِنْ عَلَاقَتِنَا بِٱللهِ. فَمَشَاعِرُنَا هِيَ كَمَشَاعِرِ دَاوُدَ ٱلَّذِي سَبَّحَ يَهْوَهَ رَغْمَ أَنَّهُ أُجْبِرَ عَلَى ٱلْعَيْشِ فِي حَالَةِ هَرَبٍ دَائِمٍ. فَقَدْ رَنَّمَ قَائِلًا: «لِأَنَّ لُطْفَكَ ٱلْحُبِّيَّ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ، لِذٰلِكَ تُشِيدُ بِكَ شَفَتَايَ. هٰكَذَا أُبَارِكُكَ فِي حَيَاتِي». (مز ٦٣:٣، ٤) فَقَلْبُنَا يَفِيضُ فَرَحًا وَتَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ حَتَّى وَسَطَ ٱلْمَشَقَّاتِ وَٱلْمِحَنِ.
١١ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟
١١ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «اِفْرَحُوا فِي ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ. وَأَقُولُ أَيْضًا: اِفْرَحُوا!». (في ٤:٤) فَلِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَخْدُمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟ بِسَبَبِ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِسُلْطَانِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ. فَقَدِ ٱدَّعَى أَنَّ مَا مِنْ أَحَدٍ يَخْدُمُ ٱللهَ بِقَلْبٍ رَاغِبٍ. (اي ١:٩-١١) فَإِذَا خَدَمْنَا يَهْوَهَ بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ لَا ٱلْفَرَحِ، تَكُونُ ذَبِيحَةُ ٱلتَّسْبِيحِ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا نَاقِصَةً. لِذَا، نَحْنُ نَسْعَى جَاهِدِينَ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلْحَضِّ ٱلَّذِي ذَكَرَهُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «اُخْدُمُوا يَهْوَهَ بِفَرَحٍ. اُدْخُلُوا أَمَامَهُ بِتَهْلِيلٍ». (مز ١٠٠:٢) فَخِدْمَةُ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ رَاغِبٍ وَفَرْحَانٍ تَجْلُبُ لَهُ ٱلْمَجْدَ.
١٢، ١٣ مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِمُحَارَبَةِ ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؟
١٢ وَلكِنْ حَتَّى خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْأَوْلِيَاءُ يُنَاضِلُونَ أَحْيَانًا لِلتَّغَلُّبِ عَلَى مَشَاعِرِ ٱلتَّثَبُّطِ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ. (في ٢:٢٥-٣٠) فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا فِي هذِهِ ٱلظُّرُوفِ؟ تَقُولُ أَفَسُس ٥:١٨، ١٩: «اِمْتَلِئُوا مِنَ ٱلرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ لِلهِ وَتَرَانِيمَ رُوحِيَّةٍ، مُرَنِّمِينَ وَمُغَنِّينَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ لِيَهْوَهَ». فَكَيْفَ نُطَبِّقُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ؟
١٣ عِنْدَمَا تَسْتَحْوِذُ عَلَيْنَا ٱلْمَشَاعِرُ ٱلسَّلْبِيَّةُ، يُمْكِنُ أَنْ نَتَضَرَّعَ إِلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ وَنَسْعَى لِلتَّأَمُّلِ فِي مَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ. (اِقْرَأْ فيلبي ٤:٦-٩.) وَيَجِدُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ دَنْدَنَةَ تَرَانِيمِ ٱلْمَلَكُوتِ بِمُرَافَقَةِ ٱلتَّسْجِيلَاتِ تَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ وَتُسَاعِدُهُمْ عَلَى تَعْدِيلِ تَفْكِيرِهِمْ. يَتَذَكَّرُ أَخٌ وَاجَهَ مِحْنَةً جَعَلَتْهُ يَشْعُرُ أَحْيَانًا كَثِيرَةً بِٱلْإِحْبَاطِ وَٱلتَّثَبُّطِ: «بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلصَّلَاةِ ٱلْقَلْبِيَّةِ ٱلْمُنْتَظِمَةِ، حَفِظْتُ بَعْضَ تَرَانِيمِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَكُنْتُ أَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ كُلَّمَا رَنَّمْتُ هذِهِ ٱلتَّسَابِيحَ ٱلْجَمِيلَةَ، سَوَاءٌ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ أَوْ مُرْتَفِعٍ. فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَيْضًا، صَدَرَ كِتَابُ اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ. فَقَرَأْتُهُ مَرَّتَيْنِ خِلَالَ ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ. فَكَانَ كَبَلْسَمٍ شَافٍ لِجِرَاحِي. وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ جُهُودِي».
«رِبَاطُ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدُ»
١٤ أَيَّةُ سِمَةٍ بَارِزَةٍ مِنْ سِمَاتِ ٱلسَّلَامِ يُنْتِجُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟
١٤ فِي مَحَافِلِنَا ٱلْأُمَمِيَّةِ، يَنْعَمُ مَنْدُوبُونَ مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ بِدِفْءِ ٱلْمَحَبَّةِ بَيْنَ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَيُسَلِّطُ ذلِكَ ٱلضَّوْءَ عَلَى سِمَةٍ بَارِزَةٍ مِنْ سِمَاتِ ٱلسَّلَامِ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِهِ شَعْبُ يَهْوَهَ: وَحْدَتِهِمِ ٱلْعَالَمِيَّةِ. فَغَالِبًا مَا يَنْدَهِشُ ٱلنَّاسُ لِرُؤْيَةِ أَشْخَاصٍ ‹يَسْعَوْنَ بِجِدٍّ أَنْ يَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ ٱلرُّوحِ فِي رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ›، رَغْمَ أَنَّهُ يُتَوَقَّعُ أَنْ يَكُونُوا أَعْدَاءً. (اف ٤:٣) وَهذِهِ ٱلْوَحْدَةُ هِيَ رَائِعَةٌ حَقًّا نَظَرًا إِلَى ٱلْعَقَبَاتِ ٱلَّتِي وَجَبَ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْهُمْ أَنْ يَتَخَطَّوْهَا.
١٥، ١٦ (أ) مَا هِيَ خَلْفِيَّةُ بُطْرُسَ، وَكَيْفَ شَكَّلَ ذلِكَ تَحَدِّيًا لَهُ؟ (ب) كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُطْرُسَ عَلَى تَعْدِيلِ مَوْقِفِهِ؟
١٥ لَا شَكَّ أَنَّ تَوْحِيدَ أُنَاسٍ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ يُشَكِّلُ تَحَدِّيًا كَبِيرًا. وَلِمُسَاعَدَتِنَا أَنْ نُدْرِكَ مَا يَنْبَغِي تَخَطِّيهِ لِتَحْقِيقِ هذِهِ ٱلْغَايَةِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَمَوْقِفُهُ مِنَ ٱلْأُمَمِ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ يُمْكِنُ أَنْ نَسْتَشِفَّهُ مِنْ كَلِمَاتِهِ ٱلتَّالِيَةِ: «أَنْتُمْ اع ١٠:٢٤-٢٩؛ ١١:١-٣) فَنَظَرًا إِلَى ٱلْفِكْرَةِ ٱلشَّائِعَةِ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَانِ، مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ بُطْرُسَ كَبُرَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّ عَلَيْهِ بِمُوجَبِ ٱلشَّرِيعَةِ أَنْ يُحِبَّ رُفَقَاءَهُ ٱلْيَهُودَ فَقَطْ. وَبَدَا لَهُ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ جِدًّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْأُمَمَ بِصِفَتِهِمْ أَعْدَاءً لَهُ. *
تَعْرِفُونَ جَيِّدًا كَيْفَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِلْيَهُودِيِّ أَنْ يُخَالِطَ رَجُلًا مِنْ جِنْسٍ آخَرَ أَوْ يَقْتَرِبَ إِلَيْهِ، إِلَّا أَنَّ ٱللهَ أَرَانِي أَلَّا أَدْعُوَ إِنْسَانًا مَا دَنِسًا أَوْ نَجِسًا». (١٦ تَخَيَّلِ ٱلِٱرْتِبَاكَ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّ بُطْرُسَ شَعَرَ بِهِ لَدَى دُخُولِهِ بَيْتَ كَرْنِيلِيُوسَ. فَهَلْ يُمْكِنُ لِرَجُلٍ كَانَتْ لَدَيْهِ سَابِقًا مَشَاعِرُ سَلْبِيَّةٌ تِجَاهَ ٱلْأُمَمِ أَنْ يُصْبِحَ يَوْمًا ‹مُقْتَرِنًا مَعَهُمْ بِٱنْسِجَامٍ› فِي «رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ»؟ (اف ٤:٣، ١٦) نَعَمْ. فَقَبْلَ أَيَّامٍ فَقَطْ، كَانَ رُوحُ ٱللهِ قَدْ فَتَحَ قَلْبَهُ سَامِحًا لَهُ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْدِيلِ مَوْقِفِهِ وَيَسْتَأْصِلَ مَشَاعِرَ ٱلتَّحَامُلِ. فَفِي رُؤْيَا، أَوْضَحَ لَهُ يَهْوَهُ أَنَّ نَظْرَتَهُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَا تَتَأَثَّرُ بِٱلْعِرْقِ أَوِ ٱلْقَوْمِيَّةِ. (اع ١٠:١٠-١٥) لِذَا قَالَ بُطْرُسُ لِكَرْنِيلِيُوسَ: «أَنَا أَجِدُ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ ٱللهَ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ». (اع ١٠:٣٤، ٣٥) فَقَدْ تَغَيَّرَ وَأَصْبَحَ فِي وَحْدَةٍ حَقِيقِيَّةٍ مَعَ «كَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ». — ١ بط ٢:١٧.
١٧ لِمَ ٱلْوَحْدَةُ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا شَعْبُ ٱللهِ لَافِتَةٌ؟
١٧ تُسَاعِدُنَا ٱلتَّجْرِبَةُ ٱلَّتِي عَاشَهَا بُطْرُسُ أَنْ نَفْهَمَ ٱلتَّغْيِيرَ ٱلْمُذْهِلَ ٱلَّذِي يَحْدُثُ ٱلْيَوْمَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ. (اِقْرَأْ اشعيا ٢:٣، ٤.) فَمَلَايِينُ ٱلنَّاسِ «مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ» يُغَيِّرُونَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ لِتَنْسَجِمَ مَعَ «مَشِيئَةِ ٱللهِ ٱلصَّالِحَةِ ٱلْمَقْبُولَةِ ٱلْكَامِلَةِ». (رؤ ٧:٩؛ رو ١٢:٢) فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ كَانُوا يَتَخَبَّطُونَ فِي ٱلْأَحْقَادِ وَٱلْعَدَاوَاتِ وَٱلِٱنْشِقَاقَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ. وَلكِنَّهُمْ، بِدَرْسِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَبِمَعُونَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، تَعَلَّمُوا أَنْ ‹يَسْعَوْا فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ›. (رو ١٤:١٩) وَٱلْوَحْدَةُ ٱلنَّاجِمَةُ عَنْ ذلِكَ تُسَبِّحُ ٱللهَ.
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ (ب) مَاذَا سَنُعَالِجُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ؟ تَضُمُّ جَمَاعَاتٌ كَثِيرَةٌ أَجَانِبَ قَدْ تَخْتَلِفُ تَقَالِيدُهُمْ عَنْ تَقَالِيدِنَا أَوْ لُغَتُهُمْ عَنْ لُغَتِنَا. فَهَلْ نَبْذُلُ مَا فِي وُسْعِنَا لِلتَّعَرُّفِ بِهِمْ؟ فَهذَا ٱلْمَسْلَكُ هُوَ مَا تُوصِي بِهِ كَلِمَةُ ٱللهِ. كَتَبَ بُولُسُ إِلَى جَمَاعَةِ رُومَا ٱلَّتِي ضَمَّتْ مُؤْمِنِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِ: «رَحِّبُوا بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ، كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا رَحَّبَ بِنَا، لِمَجْدِ ٱللهِ». (رو ١٥:٧) فَهَلْ فِي جَمَاعَتِكَ مَنْ تَوَدُّ ٱلتَّعَرُّفَ بِهِمْ عَنْ كَثَبٍ؟
١٩ ثَمَّةَ أُمُورٌ إِضَافِيَّةٌ بِإِمْكَانِنَا فِعْلُهَا كَيْ نَسْمَحَ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَعْمَلَ فِي حَيَاتِنَا. فَمَا هِيَ؟ سَتُعَالِجُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هذَا ٱلسُّؤَالَ فِيمَا تُنَاقِشُ ٱلْأَوْجُهَ ٱلْبَاقِيَةَ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.
[الحاشيتان]
^ الفقرة 3 يَشْمُلُ ٱلثَّمَرُ ٱلَّذِي تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ «ثَمَرَ ٱلرُّوحِ»، وَكَذلِكَ ‹ثَمَرَ ٱلشِّفَاهِ› ٱلَّذِي يُقَرِّبُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِلهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. — عب ١٣:١٥.
^ الفقرة 15 تَقُولُ لَاوِيِّين ١٩:١٨: «لَا تَنْتَقِمْ وَلَا تُضْمِرْ ضَغِينَةً عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ». غَيْرَ أَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱعْتَبَرُوا أَنَّ عِبَارَتَيْ «أَبْنَاءِ شَعْبِكَ» وَ «صَاحِبِكَ» تُشِيرَانِ إِلَى ٱلْيَهُودِ فَقَطْ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ أَمَرَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْبَقَاءِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى، لكِنَّهَا لَمْ تُؤَيِّدِ ٱلنَّظْرَةَ ٱلَّتِي رَوَّجَهَا ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، وَهِيَ أَنَّ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ كُلَّهُمْ أَعْدَاءٌ يَجِبُ أَنْ يُبْغَضُوا كَأَفْرَادٍ.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• كَيْفَ نُظْهِرُ لِإِخْوَتِنَا مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟
• لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَخْدُمَ ٱللهَ بِفَرَحٍ؟
• كَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
[اسئلة الدرس]
[الاطار في الصفحة ٢١]
«هؤُلَاءِ هُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ»
يُورِدُ كِتَابُ بَيْنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ وَٱلِٱسْتِشْهَادِ — شُهُودُ يَهْوَهَ فِي ٱلرَّايْخِ ٱلثَّالِثِ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) تَعْلِيقَ سَجِينٍ يَهُودِيٍّ شَابٍّ يَصِفُ فِيهِ لِقَاءَهُ ٱلْأَوَّلَ بِشُهُودِ يَهْوَهَ بَعْدَمَا وَصَلَ إِلَى مُعَسْكَرِ ٱلِٱعْتِقَالِ فِي نُويِنْڠامَّا.
«حَالَمَا دَخَلْنَا نَحْنُ ٱلْيَهُودَ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ دَاخَاوْ إِلَى ٱلْمُعَسْكَرِ، بَدَأَ ٱلْيَهُودُ ٱلْآخَرُونَ يُخَبِّئُونَ كُلَّ مَا فِي حَوْزَتِهِمْ كَيْ لَا يُشَارِكُونَا فِيهِ. . . . فِي ٱلْخَارِجِ [خَارِجِ مُعَسْكَرِ ٱلِٱعْتِقَالِ]، كُنَّا عَوْنًا وَاحِدُنَا لِلْآخَرِ. أَمَّا ٱلْآنَ، بَعْدَمَا صَارَتِ ٱلْمَسْأَلَةُ مَسْأَلَةَ حَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ، فَقَدْ بَاتَ هَمُّ كُلِّ وَاحِدٍ إِنْقَاذَ نَفْسِهِ دُونَ ٱلتَّفْكِيرِ فِي ٱلْآخَرِينَ. بِٱلْمُقَابِلِ، تَخَيَّلْ مَا فَعَلَهُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَفِي ذلِكَ ٱلْوَقْتِ، كَانُوا يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ فِي إِصْلَاحِ بَعْضِ أَنَابِيبِ ٱلْمِيَاهِ. وَرَغْمَ ٱلطَّقْسِ ٱلْقَارِسِ، وَقَفُوا طَوَالَ ٱلْيَوْمِ فِي مِيَاهٍ بَارِدَةٍ جِدًّا. وَفِي حِينِ أَنَّ أَحَدًا لَمْ يَفْهَمْ كَيْفَ ٱسْتَطَاعُوا تَحَمُّلَ ٱلْوَضْعِ، فَقَدْ قَالُوا إِنَّ يَهْوَهَ يَمْنَحُهُمُ ٱلْقُوَّةَ. وَمَاذَا فَعَلُوا رَغْمَ أَنَّهُمْ كَانُوا جِيَاعًا مِثْلَنَا وَبِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلْخُبْزِ؟ جَمَعُوا حِصَصَهُمْ مِنَ ٱلْخُبْزِ، أَخَذُوا نِصْفَهَا، وَأَعْطَوُا ٱلنِّصْفَ ٱلْآخَرَ لِرُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ وَصَلُوا لِلتَّوِّ مِنْ دَاخَاوْ. كَمَا أَنَّهُمُ ٱسْتَقْبَلُوهُمْ بِٱلتَّرْحَابِ وَٱلْقُبَلِ. وَقَبْلَ تَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ، صَلَّوْا مَعًا. وَبَعْدَ ذلِكَ، شَعَرَ ٱلْجَمِيعُ بِٱلِٱكْتِفَاءِ وَٱلسَّعَادَةِ وَقَالُوا إِنَّهُمْ مَا عَادُوا يَشْعُرُونَ بِٱلْجُوعِ. عِنْدَئِذٍ فَكَّرْتُ فِي نَفْسِي: هؤُلَاءِ هُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ».
[الصور في الصفحة ١٩]
هَلْ تَشْتَرِي ٱلْوَقْتَ يَوْمِيًّا مِنَ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْأُخْرَى لِتَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ؟