«احفظوا انفسكم في محبة الله»
«اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ»
«اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ نُصْبُ أَعْيُنِكُمْ». — يه ٢١.
١، ٢ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لَنَا، وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّهُ لَا يَحْفَظُنَا فِي مَحَبَّتِهِ مَهْمَا كَانَ ٱلْخِيَارُ ٱلَّذِي نَقُومُ بِهِ؟
أَظْهَرَ يَهْوَه ٱللهُ مَحَبَّتَهُ لَنَا بِطَرَائِقَ لَا تُحْصَى وَلَا تُعَدُّ. وَأَعْظَمُ بُرْهَانٍ عَلَى مَحَبَّتِهِ لَنَا هُوَ تَدْبِيرُ ٱلْفِدْيَةِ. فَيَهْوَه أَحَبَّ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ ٱلْحَبِيبَ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَسَمَحَ بِمَوْتِهِ مِنْ أَجْلِنَا. (يو ٣:١٦) وَقَدْ قَدَّمَ هذِهِ ٱلتَّضْحِيَةَ لِأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ وَأَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ مَحَبَّتِهِ طَوَالَ ٱلْأَبَدِيَّةِ.
٢ وَلكِنْ هَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَحْفَظَنَا يَهْوَه فِي مَحَبَّتِهِ مَهْمَا كَانَ ٱلْخِيَارُ ٱلَّذِي نَقُومُ بِهِ؟ كَلَّا. فَنَحْنُ نَقْرَأُ فِي يَهُوذَا ٱلْعَدَدِ ٢١ ٱلْحَضَّ ٱلتَّالِيَ: «اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ نُصْبُ أَعْيُنِكُمْ». تَدُلُّ ٱلْعِبَارَةُ: «اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ» أَنَّ هُنَالِكَ أَمْرًا مَطْلُوبًا مِنَّا. فَمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَثْبُتَ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ؟
كَيْفَ نَثْبُتُ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ؟
٣ أَيُّ أَمْرٍ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ كَانَ ضَرُورِيًّا لِيَثْبُتَ فِي مَحَبَّةِ أَبِيهِ؟
٣ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا يَسُوعُ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. قَالَ: «إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ، تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَا ٱلْآبِ وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ». (يو ١٥:١٠) كَمَا يُظْهِرُ هذَا ٱلْعَدَدُ، أَدْرَكَ يَسُوعُ أَنَّ حِفْظَ وَصَايَا يَهْوَه ضَرُورِيٌّ لِيُحَافِظَ عَلَى مَوْقِفٍ جَيِّدٍ أَمَامَ أَبِيهِ. فَإِذَا كَانَ ذلِكَ يَصِحُّ فِي حَالَةِ ٱبْنِ ٱللهِ ٱلْكَامِلِ، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى فِي حَالَتِنَا؟!
٤، ٥ (أ) أَيَّةُ طَرِيقَةٍ رَئِيسِيَّةٍ نُظْهِرُ مِنْ خِلَالِهَا مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه؟ (ب) لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَمْتَعِضَ مِنْ فِكْرَةِ إِطَاعَةِ وَصَايَا يَهْوَه؟
٤ وَكَيْفَ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَه؟ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ، مِنْ خِلَالِ طَاعَتِنَا لَهُ. وَهذَا مَا عَبَّرَ عَنْهُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا حِينَ قَالَ: «هٰذَا مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللهِ، أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ، وَوَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا». (١ يو ٥:٣) صَحِيحٌ أَنَّ فِكْرَةَ ٱلطَّاعَةِ لَيْسَتْ مُسْتَسَاغَةً دَائِمًا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ، وَلكِنْ لَاحِظْ أَنَّ ٱلْآيَةَ تَقُولُ: «وَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا». فَيَهْوَه لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَمْرًا صَعْبًا جِدًّا عَلَيْنَا.
٥ إِلَيْكَ ٱلْمَثَلَ ٱلتَّالِيَ لِإِيضَاحِ ٱلنُّقْطَةِ: هَلْ تَطْلُبُ مِنْ صَدِيقِكَ ٱلْحَمِيمِ أَنْ يَحْمِلَ شَيْئًا تَعْرِفُ أَنَّهُ ثَقِيلٌ جِدًّا عَلَيْهِ؟ بِٱلطَّبْعِ لَا. لكِنَّ يَهْوَه أَلْطَفُ مِنَّا بِكَثِيرٍ وَيُدْرِكُ حُدُودَنَا أَكْثَرَ مِمَّا نُدْرِكُهَا نَحْنُ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَه «يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ». (مز ١٠٣:١٤) فَهُوَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا إِطْلَاقًا أَمْرًا فَوْقَ طَاقَتِنَا. لِذلِكَ لَا يَجِبُ أَنْ نَمْتَعِضَ مِنْ فِكْرَةِ إِطَاعَةِ وَصَايَا يَهْوَه. عَلَى ٱلْعَكْسِ، نَحْنُ نَعْتَبِرُ ٱلطَّاعَةَ فُرْصَةً ثَمِينَةً لِنُظْهِرَ لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ أَنَّنَا نُحِبُّهُ مَحَبَّةً أَصِيلَةً وَأَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَثْبُتَ فِي مَحَبَّتِهِ.
هِبَةٌ ثَمِينَةٌ مِنْ يَهْوَه
٦، ٧ (أ) مَا هُوَ ٱلضَّمِيرُ؟ (ب) أَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلضَّمِيرُ أَنْ نَثْبُتَ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ؟
٦ فِي عَالَمِنَا ٱلْمَلِيءِ بِٱلْمَصَاعِبِ هذَا، نُوَاجِهُ مَوَاقِفَ كَثِيرَةً تَضَعُ طَاعَتَنَا لِلهِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ. فَكَيْفَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ تَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللهِ؟ لَقَدْ مَنَحَنَا يَهْوَه هِبَةً تُسَاعِدُنَا كَثِيرًا فِي مَسْأَلَةِ ٱلطَّاعَةِ: هِبَةُ ٱلضَّمِيرِ. فَمَا هُوَ ٱلضَّمِيرُ؟ إِنَّهُ ٱلْقُدْرَةُ عَلَى فَهْمِ ٱلذَّاتِ. فَهُوَ حَكَمٌ دَاخِلِيٌّ يُمَكِّنُنَا مِنْ فَحْصِ ٱخْتِيَارَاتِنَا وَٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلَّتِي قُمْنَا بِهَا وَٱلتَّقْيِيمِ مَا إِذَا كَانَتْ جَيِّدَةً أَمْ رَدِيئَةً، صَائِبَةً أَمْ خَاطِئَةً. — اِقْرَأْ روما ٢:١٤، ١٥.
٧ وَكَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلضَّمِيرُ؟ تَأَمَّلْ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلتَّالِي. تَخَيَّلْ رَجُلًا يَقُومُ بِرِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ سَيْرًا عَلَى ٱلْأَقْدَامِ فِي بَرِّيَّةٍ شَاسِعَةٍ لَا يُوجَدُ فِيهَا طُرُقَاتٌ أَوْ لَافِتَاتٌ. مَعَ ذلِكَ، فَهُوَ يُتَابِعُ سَيْرَهُ نَحْوَ وُجْهَتِهِ. كَيْفَ؟ إِنَّهُ يَسْتَعْمِلُ بُوصُلَةً، أَدَاةٌ تَتَكَوَّنُ مِنْ قُرْصٍ عَلَيْهِ عَلَامَاتٌ تُشِيرُ إِلَى ٱلْجِهَاتِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ ٱلْأَرْبَعِ وَإِبْرَةٍ مَغْنَطِيسِيَّةٍ تُشِيرُ إِلَى ٱلشَّمَالِ. فَدُونَ ٱلْبُوصُلَةِ يَتِيهُ هذَا ٱلرَّجُلُ كُلِّيًّا عَنْ طَرِيقِهِ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، فَإِنَّ ٱلشَّخْصَ دُونَ ضَمِيرٍ يَكُونُ تَائِهًا كُلِّيًّا عِنْدَ ٱلْقِيَامِ بِٱخْتِيَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِمَسَائِلِ ٱلْآدَابِ، ٱلْأَخْلَاقِ، أَوِ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ.
٨، ٩ (أ) أَيُّ خَلَلٍ قَدْ يَحْدُثُ فِي عَمَلِ ٱلضَّمِيرِ؟ (ب) مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ لِيَكُونَ ضَمِيرُنَا مُفِيدًا لَنَا؟
٨ وَلكِنْ قَدْ يَحْدُثُ أَحْيَانًا خَلَلٌ فِي عَمَلِ ٱلضَّمِيرِ، مَثَلُهُ مَثَلُ ٱلبُوصُلَةِ. فَإِذَا وَضَعَ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي تَحَدَّثْنَا عَنْهُ فِي ٱلْمَثَلِ قِطْعَةَ مَغْنَطِيسٍ قُرْبَ بُوصُلَتِهِ، يَتَغَيَّرُ ٱتِّجَاهُ ٱلْإِبْرَةِ فَلَا تَعُودُ تُشِيرُ إِلَى ٱلشَّمَالِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، قَدْ نَسْمَحُ لِرَغَبَاتِ قَلْبِنَا بِأَنْ تَتَحَكَّمَ فِي قَرَارَاتِنَا. فَمَاذَا يَحْدُثُ عِنْدَئِذٍ؟ يُمْكِنُ لِرَغَبَاتِنَا ٱلْأَنَانِيَّةِ أَنْ تُشَوِّشَ ضَمِيرَنَا فَيَدُلُّنَا إِلَى ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلْخَاطِئِ. يُحَذِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْقَلْبُ أَشَدُّ غَدْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ». (ار ١٧:٩؛ ام ٤:٢٣) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، إِذَا لَمْ يَسْتَخْدِمِ ٱلرَّجُلُ فِي ٱلْمَثَلِ خَرِيطَةً دَقِيقَةً جَدِيرَةً بِٱلثِّقَةِ، فَإِنَّ بُوصُلَتَهُ تَكَادُ تَصِيرُ دُونَ جَدْوَى. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، إِذَا لَمْ نَتَّكِلْ عَلَى إِرْشَادِ كَلِمَةِ ٱللهِ ٱلْأَكِيدِ وَٱلثَّابِتِ، فَإِنَّ ضَمِيرَنَا يَكَادُ يَصِيرُ دُونَ جَدْوَى. (مز ١١٩:١٠٥) وَمِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ يَسْمَحُونَ لِرَغَبَاتِ قَلْبِهِمْ بِأَنْ تَتَحَكَّمَ فِيهِمْ وَقَلَّمَا يُعِيرُونَ ٱلْمَقَايِيسَ ٱلْمُسَطَّرَةَ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ أَيَّ ٱنْتِبَاهٍ. (اِقْرَأْ افسس ٤:١٧-١٩.) وَهذَا مَا يُعَلِّلُ لِمَاذَا يَقْتَرِفُ أَشْخَاصٌ كَثِيرُونَ أَفْعَالًا فَظِيعَةً رَغْمَ أَنَّ ٱللهَ وَهَبَهُمُ ٱلضَّمِيرَ. — ١ تي ٤:٢.
٩ غَيْرَ أَنَّنَا مُصَمِّمُونَ أَلَّا نَتَشَبَّهَ بِهِمْ. فَنَحْنُ نَدَعُ كَلِمَةَ ٱللهِ تُعَلِّمُنَا وَتُدَرِّبُ ضَمِيرَنَا لِيَكُونَ مُفِيدًا لَنَا. وَهكَذَا، نُصْغِي إِلَى صَوْتِ ضَمِيرِنَا ٱلْمُدَرَّبِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بَدَلًا مِنَ ٱلسَّمَاحِ لِلرَّغَبَاتِ ٱلْأَنَانِيَّةِ بِأَنْ تَتَحَكَّمَ فِيهِ. فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، نَحْنُ نَحْتَرِمُ ضَمَائِرَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلْأَحِبَّاءِ. فَنَحْنُ نَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِنَا لِئَلَّا نُعْثِرَهُمْ، مُتَذَكِّرِينَ أَنَّ ضَمِيرَ أَخِينَا قَدْ يَكُونُ حَسَّاسًا أَكْثَرَ مِنْ ضَمِيرِنَا أَوْ رُبَّمَا يَمْنَعُهُ مِنَ ٱلْقِيَامِ بِأُمُورٍ لَا يَمْنَعُنَا ضَمِيرُنَا عَنْهَا. — ١ كو ٨:١٢؛ ٢ كو ٤:٢؛ ١ بط ٣:١٦.
١٠ أَيَّةُ مَجَالَاتٍ ثَلَاثَةٍ سَنَسْتَعْرِضُهَا ٱلْآنَ؟
١٠ لِنَسْتَعْرِضِ ٱلْآنَ ثَلَاثَةَ مَجَالَاتٍ فِي ٱلْحَيَاةِ يُمْكِنُنَا مِنْ خِلَالِهَا أَنْ نُبَرْهِنَ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَه بِوَاسِطَةِ ٱلطَّاعَةِ. وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ ضَمِيرَنَا يُرْشِدُنَا فِي كُلٍّ مِنْ هذِهِ ٱلْمَجَالَاتِ، وَلكِنْ شَرْطَ أَنْ تَكُونَ مَقَايِيسُ ٱلسُّلُوكِ ٱلْمُوحَى بِهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ مَا يُوَجِّهُهُ. وَٱلطَّرَائِقُ ٱلثَّلَاثُ ٱلَّتِي نُظْهِرُ مِنْ خِلَالِهَا مَحَبَّتَنَا وَطَاعَتَنَا لِيَهْوَه هِيَ: (١) نَحْنُ نُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّهُمْ يَهْوَه؛ (٢) نَحْنُ نُظْهِرُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِلسُّلْطَةِ؛ وَ (٣) نَحْنُ نُحَاوِلُ أَنْ نَبْقَى طَاهِرِينَ فِي عَيْنَيِ ٱللهِ.
أَحْبِبِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّهُمْ يَهْوَه
١١ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّهُمْ يَهْوَه؟
١١ لِنَبْدَأْ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلْأُولَى: يَنْبَغِي أَنْ نُحِبَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّهُمْ يَهْوَه. نَعَمْ، إِنَّ هذِهِ ٱلنُّقْطَةَ تَتَعَلَّقُ بِمَسْأَلَةِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ. فَٱلنَّاسُ هُمْ أَشْبَهُ بِٱلْإِسْفِنْجَةِ ٱلَّتِي تَتَشَرَّبُ كُلَّ مَا حَوْلَهَا. إِنَّ خَالِقَنَا يُدْرِكُ جَيِّدًا كَمْ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ٱلْمُعَاشَرَاتُ إِمَّا خَطِرَةً أَوْ مُفِيدَةً لِلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ، لِذلِكَ فَهُوَ ام ١٣:٢٠؛ ١ كو ١٥:٣٣) دُونَ شَكٍّ، لَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ «يُضَرَّ»، بَلْ أَنْ «يَصِيرَ حَكِيمًا». وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَهْوَه لَا يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرَ أَحْكَمَ أَوْ أَنْ يُفْسِدَهُ أَحَدٌ. رَغْمَ ذلِكَ، فَهُوَ يَرْسُمُ لَنَا مِثَالًا رَائِعًا فِي مَجَالِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ. فَمَنْ يَخْتَارُ يَهْوَه أَصْدِقَاءَ لَهُ مِنْ بَيْنِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ؟
يُعْطِينَا هذِهِ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْحَكِيمَةَ: «اَلسَّائِرُ مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَمُعَاشِرُ ٱلْأَغْبِيَاءِ يُضَرُّ». (١٢ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ يَخْتَارُهُمْ يَهْوَه؟
١٢ لَقَدْ دَعَا يَهْوَه ٱلْأَبَ ٱلْجَلِيلَ إِبْرَاهِيمَ «صَدِيقِي». (اش ٤١:٨) وَهذَا ٱلرَّجُلُ كَانَ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْأَمَانَةِ وَٱلْبِرِّ وَٱلطَّاعَةِ، لَقَدْ كَانَ رَجُلَ إِيمَانٍ. (يع ٢:٢١-٢٣) نَعَمْ، هذَا هُوَ نَوْعُ ٱلْأَصْدِقَاءِ ٱلَّذِي يَخْتَارُهُ يَهْوَه. فَإِذَا كَانَ يَهْوَه يَخْتَارُ أَصْدِقَاءَ كَهؤُلَاءِ، أَفَلَا يَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُحْسِنَ ٱخْتِيَارَ أَصْدِقَائِنَا، إِذْ نَسِيرُ مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ كَيْ نَصِيرَ حُكَمَاءَ مِثْلَهُمْ؟!
١٣ مَاذَا يُسَاعِدُنا عَلَى إِيجَادِ أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ؟
١٣ وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْقِيَامِ بِٱلْخِيَارِ ٱلصَّائِبِ فِي هذَا ٱلصَّدَدِ؟ إِنَّ تَفَحُّصَ أَمْثِلَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُفِيدًا. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَ رَاعُوثَ وَحَمَاتِهَا نُعْمِي، بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ، أَوْ بَيْنَ تِيمُوثَاوُسَ وَبُولُسَ. (را ١:١٦، ١٧؛ ١ صم ٢٣:١٦-١٨؛ في ٢:١٩-٢٢) فَٱلسَّبَبُ ٱلْأَهَمُّ ٱلَّذِي جَعَلَ هذِهِ ٱلصَّدَاقَاتِ نَاجِحَةً هُوَ أَنَّهَا كَانَتْ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَصِيلَةِ لِيَهْوَه. فَهَلْ يُمْكِنُكَ إِيجَادُ أَصْدِقَاءَ يُحِبُّونَ يَهْوَه مِثْلَمَا تُحِبُّهُ أَنْتَ؟ إِنَّ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ زَاخِرَةٌ بِأَشْخَاصٍ يُكِنُّونَ هذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَه. وَمُعَاشَرَةُ أَصْدِقَاءَ كَهؤُلَاءِ لَنْ تَجْلُبَ لَكَ ٱلضَّرَرَ ٱلرُّوحِيَّ، بَلْ سَتُسَاعِدُكَ عَلَى إِطَاعَةِ يَهْوَه، ٱلنُّمُوِّ رُوحِيًّا، وَٱلزَّرْعِ لِلرُّوحِ. (اِقْرَأْ غلاطية ٦:٧، ٨.) فَهِي سَتُسَاعِدُكَ أَنْ تَثْبُتَ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ.
اِحْتَرِمِ ٱلسُّلْطَةَ
١٤ لِمَاذَا يَكُونُ إِظْهَارُ ٱلِٱحْتِرَامِ لِلسُّلْطَةِ صَعْبًا عَلَيْنَا أَحْيَانًا؟
١٤ تَشْمُلُ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلثَّانِيَةُ ٱلَّتِي نُبَرْهِنُ مِنْ خِلَالِهَا عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَه ٱلسُّلْطَةَ. فَيَنْبَغِي أَنْ نُظْهِرَ ٱلِٱحْتِرَامَ لِلسُّلْطَةِ. وَلكِنْ لِمَاذَا يَكُونُ ذلِكَ صَعْبًا عَلَيْنَا أَحْيَانًا؟ أَوَّلًا، إِنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلسُّلْطَةَ هُمْ نَاقِصُونَ. وَثَانِيًا، نَحْنُ أَنْفُسُنَا نَاقِصُونَ. فَلَدَيْنَا مَيْلٌ فِطْرِيٌّ إِلَى ٱلتَّمَرُّدِ.
١٥، ١٦ (أ) لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَحْتَرِمَ ٱلَّذِينَ يُوكِلُ إِلَيْهِمْ يَهْوَه مَسْؤُولِيَّةَ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِشَعْبِهِ؟ (ب) أَيُّ دَرْسٍ قَيِّمٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ نَظْرَةِ يَهْوَه إِلَى تَمَرُّدِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَلَى مُوسَى؟
١٥ لِذلِكَ قَدْ تَتَسَاءَلُ: ‹لِمَاذَا يَجِبُ ٱحْتِرَامُ ٱلسُّلْطَةِ إِذَا كَانَ ذلِكَ صَعْبًا إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ؟›. يَتَعَلَّقُ ٱلْجَوَابُ بِشَكْلٍ أَسَاسِيٍّ بِقَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ. فَمَنْ تَخْتَارُ سَيِّدًا وَحَاكِمًا لَكَ؟ إِذَا ٱخْتَرْنَا يَهْوَه سَيِّدًا مُتَسَلِّطًا عَلَيْنَا، يَلْزَمُ أَنْ نَحْتَرِمَ سُلْطَتَهُ. فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَدَّعِيَ أَنَّنَا ٱخْتَرْنَاهُ حَاكِمًا عَلَيْنَا إِذَا لَمْ نَحْتَرِمْ سُلْطَتَهُ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، يُمَارِسُ يَهْوَه سُلْطَتَهُ عُمُومًا مِنْ خِلَالِ بَشَرٍ نَاقِصِينَ يُوكِلُ إِلَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلِٱعْتِنَاءِ بِشَعْبِهِ. فَإِذَا تَمَرَّدْنَا عَلَى أَشْخَاصٍ كَهؤُلَاءِ، فَمَاذَا تَكُونُ نَظْرَةُ يَهْوَه؟ — اِقْرَأْ ١ تسالونيكي ٥:١٢، ١٣.
١٦ لِنَأْخُذْ مِثَالَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَعِنْدَمَا تَذَمَّرُوا وَتَمَرَّدُوا عَلَى مُوسَى، ٱعْتَبَرَ يَهْوَه مَا فَعَلُوهُ مُوَجَّهًا إِلَيْهِ شَخْصِيًّا. (عد ١٤:٢٦، ٢٧) وَٱللهُ لَمْ يَتَغَيَّرْ. فَإِذَا تَمَرَّدْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ فِي مَرَاكِزِ سُلْطَةٍ، يَعْتَبِرُ يَهْوَه أَنَّنَا نَتَمَرَّدُ عَلَيْهِ.
١٧ أَيُّ مَوْقِفٍ صَائِبٍ يَجِبُ أَنْ نَتَبَنَّاهُ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ مَرَاكِزَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٧ يَكْشِفُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَوْقِفَ ٱلصَّائِبَ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ نَتَبَنَّاهُ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ مَرَاكِزَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. كَتَبَ قَائِلًا: «أَطِيعُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَكُمْ وَكُونُوا مُذْعِنِينَ، لِأَنَّهُمْ يَبْقَوْنَ سَاهِرِينَ عَلَى نُفُوسِكُمْ سَهَرَ مَنْ سَيُؤَدِّي حِسَابًا، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذٰلِكَ بِفَرَحٍ عب ١٣:١٧) مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ تَنْمِيَةَ رُوحِ ٱلطَّاعَةِ وَٱلْإِذْعَانِ تَتَطَلَّبُ مِنَّا بَذْلَ جُهْدٍ دَؤُوبٍ. وَلكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّنَا نَبْذُلُ هذَا ٱلْجُهْدَ لِنَثْبُتَ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ. أَفَلَيْسَ هذَا هَدَفًا جَدِيرًا بِٱلْعَنَاءِ؟
لَا بِتَنَهُّدٍ، لِأَنَّ هٰذَا مُضِرٌّ بِكُمْ». (اِبْقَ طَاهِرًا فِي عَيْنَيْ يَهْوَه
١٨ لِمَاذَا يُرِيدُ يَهْوَه أَنْ نَبْقَى طَاهِرِينَ؟
١٨ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلثَّالِثَةِ ٱلَّتِي نُبَرْهِنُ مِنْ خِلَالِهَا عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَه. فَنَحْنُ نُحَاوِلُ أَنْ نَبْقَى طَاهِرِينَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَه. مَثَلًا، يَحْرِصُ ٱلْوَالِدُونَ عَادَةً أَشَدَّ ٱلْحِرْصِ أَنْ يَكُونَ أَوْلَادُهُمْ نُظَفَاءَ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلنَّظَافَةَ ضَرُورِيَّةٌ لِصِحَّةِ ٱلْوَلَدِ وَمُفِيدَةٌ لَهُ. كَمَا أَنَّ مَظْهَرَ ٱلْوَلَدِ ٱلنَّظِيفَ يُعْطِي ٱنْطِبَاعًا جَيِّدًا عَنْ وَالِدَيْهِ، إِذْ يُظْهِرُ أَنَّهُمَا مُحِبَّانِ وَيَهْتَمَّانِ بِأَوْلَادِهِمَا. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يُرِيدُ يَهْوَه أَنْ نَكُونَ طَاهِرِينَ. فَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلطَّهَارَةَ مُفِيدَةٌ لَنَا. كَمَا أَنَّهُ يُدْرِكُ أَنَّ طَهَارَتَنَا تُعْطِي ٱنْطِبَاعًا جَيِّدًا عَنْهُ. وَهذَا مُهِمٌّ لِلْغَايَةِ. فَٱلنَّاسُ قَدْ يَنْجَذِبُونَ إِلَى ٱلْإِلهِ ٱلَّذِي نَخْدُمُهُ لِأَنَّهُمْ يُلَاحِظُونَ أَنَّنَا مُخْتَلِفُونَ عَنِ ٱلَّذِينَ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلدَّنِسِ.
١٩ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلطَّهَارَةَ ٱلْجَسَدِيَّةَ ضَرُورِيَّةٌ؟
١٩ وَفِي أَيَّةِ مَجَالَاتٍ يَلْزَمُ أَنْ نَبْقَى طَاهِرِينَ؟ فِي كُلِّ ٱلْمَجَالَاتِ. فَفِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، أَوْضَحَ يَهْوَه لِشَعْبِهِ أَنَّ ٱلطَّهَارَةَ ٱلْجَسَدِيَّةَ ضَرُورِيَّةٌ. (لا ١٥:٣١) فَٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ تَطَرَّقَتْ إِلَى مَسَائِلَ مِثْلِ ٱلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلْفَضَلَاتِ، تَنْظِيفِ ٱلْأَوَانِي، وَغَسْلِ ٱلْيَدَيْنِ وَٱلرِّجْلَيْنِ وَٱلثِّيَابِ. (خر ٣٠:١٧-٢١؛ لا ١١:٣٢؛ عد ١٩:١٧-٢٠؛ تث ٢٣:١٣، ١٤) وَذَكَّرَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ إِلهَهُمْ يَهْوَه قُدُّوسٌ وَطَاهِرٌ. وَخُدَّامُ ٱلْإِلهِ ٱلْقُدُّوسِ يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا هُمْ أَيْضًا قُدُوسِينَ. — اِقْرَأْ لاويين ١١:٤٤، ٤٥.
٢٠ كَيْفَ نَبْقَى طَاهِرِينَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّوَاحِي؟
٢٠ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ طَاهِرِينَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَٱلْخَارِجِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. فَنَحْنُ نُحَاوِلُ إِبْقَاءَ أَفْكَارِنَا طَاهِرَةً. كَمَا أَنَّنَا نَلْتَصِقُ بِأَمَانَةٍ بِمَقَايِيسِ يَهْوَه لِلطَّهَارَةِ ٱلْأَدَبِيَّةِ، بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلِٱنْحِطَاطِ ٱلْجِنْسِيِّ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا. وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّنَا نَعْمَلُ جَاهِدِينَ عَلَى إِبْقَاءِ عِبَادَتِنَا طَاهِرَةً، إِذْ نَتَجَنَّبُ أَيَّ تَلَوُّثٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. فَنَحْنُ نُبْقِي نُصْبَ أَعْيُنِنَا ٱلتَّحْذِيرَ ٱلْمُوحَى بِهِ ٱلْمُدَوَّنَ فِي إشعيا ٥٢:١١: «اِنْصَرِفُوا، ٱنْصَرِفُوا، ٱخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ، لَا تَمَسُّوا نَجِسًا. اُخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا، تَطَهَّرُوا». وَنَحْنُ نَبْقَى طَاهِرِينَ رُوحِيًّا ٱلْيَوْمَ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْ مَسِّ أَيِّ شَيْءٍ يَعْتَبِرُهُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ نَجِسًا فِي مَجَالِ ٱلْعِبَادَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، نَحْنُ نَحْرَصُ عَلَى تَجَنُّبِ ٱلِٱحْتِفَالَاتِ وَٱلْأَعْيَادِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلشَّائِعَةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلطَّهَارَةِ، غَيْرَ أَنَّ شَعْبَ يَهْوَه يُجَاهِدُونَ لِبُلُوغِ هذَا ٱلْهَدَفِ، لِأَنَّ ذلِكَ يُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلثَّبَاتِ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ.
٢١ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَثْبُتَ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ؟
٢١ يُرِيدُ يَهْوَه أَنْ نَثْبُتَ فِي مَحَبَّتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَلكِنْ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ بَيْنَنَا أَنْ يَسْعَى جُهْدَهُ لِلثَّبَاتِ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ. وَهذَا مَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ بِٱتِّبَاعِ مِثَالِ يَسُوعَ وَٱلْبُرْهَانِ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَه بِإِطَاعَةِ وَصَايَاهُ. وَهكَذَا، نَكُونُ عَلَى يَقِينٍ أَنْ لَا شَيْءَ ‹يَقْدِرُ أَنْ يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ ٱللهِ لَنَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا›. — رو ٨:٣٨، ٣٩.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ضَمِيرُنَا عَلَى ٱلثَّبَاتِ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ؟
• لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّهُمْ يَهْوَه؟
• لِمَاذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَحْتَرِمَ ٱلسُّلْطَةَ؟
• إِلَى أَيِّ حَدٍّ مُهِمَّةٌ هِيَ ٱلطَّهَارَةُ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى شَعْبِ ٱللهِ؟
[اسئلة الدرس]
[الاطار/الصورة في الصفحة ٢٠]
مَطْبُوعَةٌ تَحُضُّ عَلَى ٱلسُّلُوكِ ٱلْجَيِّدِ
فِي ٱلْمَحْفِلِ ٱلْكُورِيِّ ٢٠٠٨/٢٠٠٩، صَدَرَ كِتَابٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ ٢٢٤ صَفْحَةً بِعُنْوَانِ «اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ». وَمَا هُوَ هَدَفُ هذَا ٱلْكِتَابِ ٱلْجَدِيدِ؟ إِنَّهُ مُصَمَّمٌ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى مَعْرِفَةِ وَمَحَبَّةِ مَقَايِيسِ يَهْوَه، إِذْ يُرَكِّزُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيِّ عَلَى ٱلسُّلُوكِ ٱلْمَسِيحِيِّ. فَٱلدَّرْسُ ٱلْعَمِيقُ فِي كِتَابِ «اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ» سَيُرَسِّخُ ٱقْتِنَاعَنَا أَنَّ ٱلْعَيْشَ بِمُقْتَضَى مَقَايِيسِ يَهْوَه هُوَ أَفْضَلُ طَرِيقَةِ حَيَاةٍ ٱلْآنَ وَيُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، صُمِّمَ هذَا ٱلْكِتَابُ لِيُسَاعِدَنَا أَنْ نَرَى أَنَّ ٱلطَّاعَةَ لِيَهْوَه لَيْسَتْ عِبْئًا. عَلَى ٱلْعَكْسِ، إِنَّهَا طَرِيقَةٌ كَيْ نُظْهِرَ لِيَهْوَه كَمْ نُحِبُّهُ. لِذلِكَ فَإِنَّ هذَا ٱلْكِتَابَ سَيَدْفَعُنَا إِلَى طَرْحِ ٱلسُّؤَالِ ٱلتَّالِي عَلَى أَنْفُسِنَا: ‹لِمَاذَا أُطِيعُ يَهْوَه؟›.
بِشَكْلٍ عَامٍّ، عِنْدَمَا يَتْرُكُ ٱلْأَشْخَاصُ مَحَبَّةَ يَهْوَه، يَكُونُ ٱلسَّبَبُ وَرَاءَ هذَا ٱلْخَطَإِ ٱلْفَظِيعِ ٱلسُّلُوكَ لَا ٱلْعَقَائِدَ. فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نُقَوِّيَ مَحَبَّتَنَا وَتَقْدِيرَنَا لِشَرَائِعِ وَمَبَادِئِ يَهْوَه ٱلَّتِي تُرْشِدُنَا فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ! وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةَ ٱلْجَدِيدَةَ سَتَكُونُ خَيْرَ مُسَاعِدٍ لِخِرَافِ يَهْوَه حَوْلَ ٱلْعَالَمِ عَلَى ٱلْوُقُوفِ إِلَى جَانِبِ مَا هُوَ صَائِبٌ، ٱلْبُرْهَانِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ، وَٱلْأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ ٱلثَّبَاتِ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ. — يه ٢١.
[الصورة في الصفحة ١٨]
«إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ، تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي حَفِظْتُ وَصَايَا ٱلْآبِ وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ»