لنبقَ ‹متيقظين›
لِنَبْقَ ‹مُتَيَقِّظِينَ›
«نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ. . . . تَيَقَّظُوا لِلصَّلَوَاتِ». — ١ بط ٤:٧.
١ مَاذَا كَانَ مِحْوَرُ كِرَازَةِ يَسُوعَ؟
كَانَ مَلَكُوتُ ٱللهِ مِحْوَرَ كِرَازَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَبِوَاسِطَةِ هذَا ٱلمَلَكُوتِ، سَيُبَرِّئُ يَهْوَه سُلْطَانَهُ ٱلْكَوْنِيَّ وَيُقَدِّسُ ٱسْمَهُ. لِذلِكَ عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى ٱللهِ: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». (مت ٤:١٧؛ ٦:٩، ١٠) وَقَرِيبًا جِدًّا سَتُنْهِي حُكُومَةُ ٱلْمَلَكُوتِ هذِهِ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ وَتُشْرِفُ عَلَى تَنْفِيذِ مَشِيئَةِ ٱللهِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. فَقَدْ أَنْبَأَ دَانِيَالُ أَنَّهَا سَوْفَ «تَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ [ٱلْحَاضِرَةِ]، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى ٱلدَّهْرِ». — دا ٢:٤٤.
٢ (أ) كَيْفَ يَعْلَمُ أَتْبَاعُ يَسُوعَ أَنَّهُ حَاضِرٌ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) مَاذَا تَسِمُ ٱلْعَلَامَةُ أَيْضًا؟
٢ كَانَ إِتْيَانُ مَلَكُوتِ ٱللهِ مُهِمًّا جِدًّا عِنْدَ أَتْبَاعِ يَسُوعَ، فَسَأَلُوهُ: «مَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟». (مت ٢٤:٣) فَأَعْطَى ٱلْمَسِيحُ عَلَامَةً مَنْظُورَةً لِأَنَّ حُضُورَهُ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ لَنْ يَرَاهُ ٱلسَّاكِنُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَهذِهِ ٱلْعَلَامَةُ لَهَا عِدَّةُ أَوْجُهٍ مُنْبَإٍ عَنْهَا فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَبِمُوجِبِهَا بِإِمْكَانِ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱلْعَائِشِينَ وَقْتَ حُضُورِهِ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّهُ ٱبْتَدَأَ يَحْكُمُ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَهِيَ تَسِمُ أَيْضًا بِدَايَةَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْمُسَمَّاةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ «ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ» لِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلَّذِي يَسُودُ ٱلْأَرْضَ ٱلْيَوْمَ. — ٢ تي ٣:١-٥، ١٣؛ مت ٢٤:٧-١٤.
لِنَتَيَقَّظْ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ
٣ لِمَاذَا يَحْتَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى ٱلْيَقَظَةِ؟
٣ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ. فَكُونُوا ذَوِي رَزَانَةٍ، وَتَيَقَّظُوا لِلصَّلَوَاتِ». (١ بط ٤:٧) فَأَتْبَاعُ يَسُوعَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْيَقَظَةِ، ٱلِٱنْتِبَاهِ لِأَحْدَاثِ ٱلْعَالَمِ ٱلَّتِي تَدُلُّ أَنَّهُ حَاضِرٌ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَحَاجَتُهُمْ إِلَى ٱلْيَقَظَةِ سَتَصِيرُ أَكْثَرَ إِلْحَاحًا كُلَّمَا ٱقْتَرَبَتْ نِهَايَةُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْحَاضِرِ. فَقَدْ أَمَرَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ إِذًا، لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَأْتِي سَيِّدُ ٱلْبَيْتِ [لِيُنَفِّذَ ٱلدَّيْنُونَةَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ]». — مر ١٣:٣٥، ٣٦.
٤ كَيْفَ يَخْتَلِفُ مَوْقِفُ ٱلنَّاسِ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ عَنْ مَوْقِفِ خُدَّامِ يَهْوَه؟ (اُشْمُلِ ٱلْإِطَارَ.)
٤ إِنَّ ٱلنَّاسَ عُمُومًا خَاضِعُونَ لِنُفُوذِ ٱلشَّيْطَانِ، وَلَا يَنْتَبِهُونَ لِمَغْزَى أَحْدَاثِ ٱلْعَالَمِ. فَهُمْ لَا يُدْرِكُونَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ حَاضِرٌ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. أَمَّا أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فَمُتَيَقِّظُونَ وَيُدْرِكُونَ مَغْزَى ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي جَرَتْ فِي ٱلْمِئَةِ سَنَةٍ ٱلْمَاضِيَةِ. فَفِي سَنَةِ ١٩٢٥، أَدْرَكَ شُهُودُ يَهْوَه أَنَّ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأُولَى وَٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي تَلَتْهَا هِيَ بُرْهَانٌ قَاطِعٌ أَنَّ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ بِسُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱبْتَدَأَ سَنَةَ ١٩١٤. وَهذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ لِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ قَدِ ٱبْتَدَأَتْ. وَكَثِيرُونَ مِمَّنْ يَتَتَبَّعُونَ أَحْدَاثَ ٱلْعَالَمِ يُدْرِكُونَ ٱلْفَرْقَ ٱلشَّاسِعَ بَيْنَ فَتْرَةِ مَا قَبْلَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى وَمَا بَعْدَهَا، وَلكِنَّهُمْ يَجْهَلُونَ مَغْزَى ذلِكَ. — اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «بِدَايَةُ عَصْرِ ٱلِٱضْطِرَابِ».
٥ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ؟
٥ تَشْهَدُ ٱلْحَوَادِثُ ٱلرَّهِيبَةُ ٱلْجَارِيَةُ مُنْذُ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ أَنَّنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. وَيَهْوَه عَلَى وَشْكِ أَنْ يُعْطِيَ ٱلْمَسِيحَ ٱلْأَمْرَ بِقِيَادَةِ أَجْنَادِهِ ٱلْمَلَائِكِيِّينَ ٱلْأَقْوِيَاءِ لِضَرْبِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. (رؤ ١٩:١١-٢١) لِذلِكَ مِنَ ٱلْمُلِحِّ أَنْ يُدَاوِمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ عَلَى ٱلسَّهَرِ إِطَاعَةً لِكَلِمَةِ ٱللهِ وَهُمْ يَتَرَقَّبُونَ نِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ. (مت ٢٤:٤٢) فَعَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ، وَأَنْ نُنْجِزَ عَمَلًا مُحَدَّدًا فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ تَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلْمَسِيحِ.
عَمَلٌ عَالَمِيٌّ
٦، ٧ كَيْفَ تَقَدَّمَ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
٦ يُشَكِّلُ ٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُنْجِزَهُ خُدَّامُ يَهْوَه مت ٢٤:١٤.
جُزْءًا مِنَ ٱلْعَلَامَةِ ٱلْمُرَكَّبَةِ ٱلْمُنْبَإِ بِهَا ٱلَّتِي تَدُلُّ أَنَّنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا. فَقَدْ وَصَفَ يَسُوعُ هذَا ٱلْعَمَلَ ٱلْعَالَمِيَّ وَهُوَ يُعَدِّدُ ٱلْحَوَادِثَ ٱلْمُخْتَلِفَةَ ٱلَّتِي قَالَ إِنَّهَا سَتَجْرِي فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ. وَتَضَمَّنَتْ نُبُوَّتُهُ ٱلْعِبَارَةَ ٱلْمُهِمَّةَ ٱلتَّالِيَةَ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، ثُمَّ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ». —٧ فَكِّرْ فِي بَعْضِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمُرْتَبِطَةِ بِهذَا ٱلْوَجْهِ ٱلْمَذْكُورِ فِي نُبُوَّةِ يَسُوعَ. عِنْدَمَا بَدَأَتِ ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ سَنَةَ ١٩١٤، كَانَ عَدَدُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْبِشَارَةِ قَلِيلًا جِدًّا. أَمَّا ٱلْآنَ فَأَصْبَحَ عَدَدُهُمْ هَائِلًا، إِذْ يُوجَدُ أَكْثَرُ مِنْ ٧٬٠٠٠٬٠٠٠ شَاهِدٍ لِيَهْوَه يَكْرِزُونَ بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ، وَهُمْ مُنَظَّمُونَ فِي مَا يَزِيدُ عَنْ ١٠٠٬٠٠٠ جَمَاعَةٍ. وَعَامَ ٢٠٠٨ ٱجْتَمَعَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَه ١٠٬٠٠٠٬٠٠٠ شَخْصٍ لِلِٱحْتِفَالِ بِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ، وَهذَا يُشَكِّلُ زِيَادَةً كَبِيرَةً فِي عَدَدِ ٱلْحُضُورِ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِقَةِ.
٨ لِمَاذَا يَنْجَحُ عَمَلُ كِرَازَتِنَا رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ؟
٨ يَا لَهَا مِنْ شَهَادَةٍ عَظِيمَةٍ تُقَدَّمُ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ فِي كُلِّ ٱلْأُمَمِ قَبْلَ نِهَايَةِ هذَا ٱلنِّظَامِ! وَهِيَ تَجْرِي عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ «إِلٰهُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا». (٢ كو ٤:٤) فَجَمِيعُ عَنَاصِرِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ وَٱلدِّينِيَّةِ وَٱلتِّجَارِيَّةِ، فَضْلًا عَنْ وَسَائِلِ ٱلدِّعَايَةِ، هِيَ تَحْتَ تَأْثِيرِهِ. مَا ٱلَّذِي يُفَسِّرُ إِذًا ٱلنَّجَاحَ ٱلْمُذْهِلَ ٱلَّذِي يُحَقِّقُهُ عَمَلُ ٱلشَّهَادَةِ؟ إِنَّهُ دَعْمُ يَهْوَه دُونَ أَدْنَى شَكٍّ. فَبِفَضْلِهِ يَجْرِي عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ عَلَى قَدَمٍ وَسَاقٍ رَغْمَ مُحَاوَلَاتِ ٱلشَّيْطَانِ لِإِيقَافِهِ.
٩ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱزْدِهَارَنَا ٱلرُّوحِيَّ أُعْجُوبَةٌ؟
٩ إِنَّ نَجَاحَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱزْدِيَادَ شَعْبِ يَهْوَه وَنُمُوَّهُمُ ٱلرُّوحِيَّ يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُهَا أُعْجُوبَةً. فَلَوْلَا دَعْمُ متى ١٩:٢٦.) وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ هذَا ٱلْعَمَلَ سَيُنْجَزُ بِنَجَاحٍ بِدَعْمِ رُوحِ ٱللهِ ٱلَّذِي يُحَرِّكُ قُلُوبَ ٱلْمُتَيَقِّظِينَ ٱلْمُسْتَعِدِّينَ لِخِدْمَتِهِ. وَبَعْدَ ذلِكَ «تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ» ٱلَّتِي أَصْبَحَتْ وَشِيكَةً جِدًّا.
ٱللهِ، ٱلَّذِي يَشْمُلُ إِرْشَادَ شَعْبِهِ وَحِمَايَتَهُمْ، لَكَانَ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ مُسْتَحِيلًا. (اِقْرَأْ«اَلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ»
١٠ كَيْفَ وَصَفَ يَسُوعُ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْقَادِمَ؟
١٠ سَتَأْتِي نِهَايَةُ هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ خِلَالَ مَا يُسَمَّى «ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ». (رؤ ٧:١٤) وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لَا يُخْبِرُنَا كَمْ طُولُهُ، لكِنَّ يَسُوعَ قَالَ: «يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ، وَلَنْ يَحْدُثَ ثَانِيَةً». (مت ٢٤:٢١) فَهذَا ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ ٱلْقَادِمُ سَيَكُونُ أَشَدَّ هَوْلًا بِكَثِيرٍ مِنْ أَيِّ ضِيقٍ شَهِدَهُ ٱلْعَالَمُ، كَٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ ٱلَّتِي مَاتَ فِيهَا مَا يُقَدَّرُ بِـ ٥٠ إِلَى ٦٠ مِلْيُونَ نَسَمَةٍ. وَسَيَبْلُغُ ذُرْوَتَهُ فِي مَعْرَكَةِ هَرْمَجِدُّونَ حِينَ يُطْلِقُ يَهْوَه قُوَّاتِهِ ٱلتَّنْفِيذِيَّةَ لِمَحْوِ كُلِّ أَثَرٍ لِنِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْأَرْضِيِّ. — رؤ ١٦:١٤، ١٦.
١١، ١٢ أَيُّ حَدَثٍ يَسِمُ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟
١١ لَا تُحَدِّدُ نُبُوَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلتَّارِيخَ ٱلَّذِي تَبْدَأُ فِيهِ ٱلْمَرْحَلَةُ ٱلْأُولَى مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، لكِنَّهَا تُخْبِرُنَا أَيُّ حَدَثٍ غَيْرِ عَادِيٍّ سَيَسِمُ بِدَايَةَ ٱلضِّيقِ. وَهذَا ٱلْحَدَثُ هُوَ دَمَارُ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ بِأَسْرِهِ عَلَى يَدِ ٱلْقِوَى ٱلسِّيَاسِيَّةِ. فَفِي ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ١٧ وَ ١٨، يُشَبَّهُ ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ بِعَاهِرَةٍ لَهَا عَلَاقَاتٌ فَاسِقَةٌ بِأَنْظِمَةِ ٱلْأَرْضِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ. وَتُظْهِرُ ٱلرُّؤْيَا ١٧:١٦ أَنَّ هذِهِ ٱلْعَنَاصِرَ ٱلسِّيَاسِيَّةَ عَمَّا قَرِيبٍ ‹سَتُبْغِضُ ٱلْعَاهِرَةَ وَتَجْعَلُهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً، وَتَأْكُلُ لُحُومَهَا وَتُحْرِقُهَا كَامِلًا بِنَارٍ›.
١٢ ‹فَسَيَضَعُ ٱللهُ فِي قُلُوبِ [ٱلْحُكَّامِ ٱلسِّيَاسِيِّينَ] أَنْ يُنَفِّذُوا فِكْرَهُ› وَيُدَمِّرُوا ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ بِأَسْرِهِ. (رؤ ١٧:١٧) لِذلِكَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ هذَا ٱلدَّمَارَ يَأْتِي مِنَ ٱللهِ. وَهُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ دَيْنُونَتِهِ عَلَى ٱلدِّينِ ٱلرِّيَائِيِّ ٱلَّذِي يُعَلِّمُ عَقَائِدَ تُخَالِفُ مَشِيئَةَ ٱللهِ وَيَضْطَهِدُ خُدَّامَهُ. إِنَّ ٱلْعَالَمَ عُمُومًا لَا يَتَوَقَّعُ دَمَارَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ ٱلْقَادِمَ، أَمَّا خُدَّامُ يَهْوَه ٱلْأُمَنَاءُ فَيَتَرَقَّبُونَ حُدُوثَهُ. وَهُمْ يُدَاوِمُونَ عَلَى إِخْبَارِ ٱلنَّاسِ عَنْهُ فِي هذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
١٣ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ دَمَارَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ سَيَكُونُ سَرِيعًا؟
١٣ سَيَصْدِمُ دَمَارُ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ ٱلنَّاسَ صَدْمَةً عَظِيمَةً. حَتَّى إِنَّ بَعْضَ «مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ»، كَمَا تَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ، سَيَقُولُونَ عَنْ هذَا ٱلدَّمَارِ: «وَاأَسَفَاهْ، وَاأَسَفَاهْ، . . . لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ جَاءَتْ دَيْنُونَتُكِ!». (رؤ ١٨:٩، ١٠، ١٦، ١٩) وَيُشِيرُ ٱسْتِعْمَالُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلتَّعْبِيرِ «سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ» أَنَّ هذَا ٱلْحَدَثَ سَيَكُونُ سَرِيعًا إِلَى حَدٍّ مَا.
١٤ كَيْفَ سَيَرُدُّ يَهْوَه عَلَى أَعْدَائِهِ حِينَ يُهَاجِمُونَ خُدَّامَهُ؟
١٤ بِحَسَبِ فَهْمِنَا لِلنُّبُوَّاتِ، سَيَلِي دَمَارَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ هُجُومٌ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَه ٱلَّذِينَ يُنَادُونَ بِرَسَائِلِ دَيْنُونَتِهِ. (حز ) وَعِنْدَمَا يُشَنُّ هذَا ٱلْهُجُومُ، سَيَكُونُ عَلَى ٱلْمُهَاجِمِينَ أَنْ يُوَاجِهُوا يَهْوَه ٱلَّذِي يَعِدُ بِحِمَايَةِ شَعْبِهِ ٱلْأَمِينِ. فَهُوَ يَقُولُ: «فِي حَمِيَّتِي وَنَارِ سُخْطِي أَتَكَلَّمُ. . . . فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا يَهْوَهُ». (اِقْرَأْ ٣٨:١٤-١٦حزقيال ٣٨:١٨-٢٣.) وَيَقُولُ أَيْضًا فِي كَلِمَتِهِ: «مَنْ يَمَسُّكُمْ [خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ] يَمَسُّ بُؤْبُؤَ عَيْنِي». (زك ٢:٨) فَلَنْ يَقِفَ يَهْوَه مَكْتُوفًا عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُ شَعْبُهُ لِلْهُجُومِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ، بَلْ سَيَرُدُّ عَلَى أَعْدَائِهِ. وَهذَا يَأْتِي بِنَا إِلَى ٱلْمَرْحَلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، أَيْ إِلَى ذُرْوَتِهِ ٱلْمُسَمَّاةِ هَرْمَجِدُّونَ، حِينَ يُنَفِّذُ أَجْنَادُ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَقْوِيَاءُ بِإِمْرَةِ ٱلْمَسِيحِ أَحْكَامَ يَهْوَه فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.
كَيْفَ يُؤَثِّرُ فِينَا ٱقْتِرَابُ ٱلنِّهَايَةِ؟
١٥ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا مَعْرِفَتُنَا أَنَّ نِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ بَاتَتْ قَرِيبَةً؟
١٥ وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا مَعْرِفَتُنَا أَنَّ نِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ تَقْتَرِبُ بِسُرْعَةٍ؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «بِمَا أَنَّ هٰذِهِ كُلَّهَا سَتَنْحَلُّ هٰكَذَا، فَأَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا فِي تَصَرُّفَاتٍ مُقَدَّسَةٍ وَأَعْمَالِ تَعَبُّدٍ لِلهِ!». (٢ بط ٣:١١) فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَحْرِصَ عَلَى ٱلسُّلُوكِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَطَالِبِ يَهْوَه وَإِغْنَاءِ حَيَاتِنَا بِأَعْمَالِ ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ، تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِنَا لَهُ. وَتَشْمُلُ هذِهِ ٱلْأَعْمَالُ بَذْلَ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ ٱلنِّهَايَةُ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، كَتَبَ بُطْرُسُ: «نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ. . . . تَيَقَّظُوا لِلصَّلَوَاتِ». (١ بط ٤:٧) فَيُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى يَهْوَه وَإِظْهَارُ مَحَبَّتِنَا لَهُ بِٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ طَالِبِينَ مِنْهُ أَنْ يُرْشِدَنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ وَجَمَاعَتِهِ ٱلْعَالَمِيَّةِ.
١٦ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَلْتَصِقَ بِمَشُورَةِ ٱللهِ؟
١٦ يَجِبُ عَلَيْنَا فِي هذِهِ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْخَطِرَةِ أَنْ نَلْتَصِقَ بِمَشُورَةِ كَلِمَةِ ٱللهِ: «اِنْتَبِهُوا بِدِقَّةٍ كَيْفَ تَسِيرُونَ، لَا كَجُهَلَاءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُشْتَرِينَ لِأَنْفُسِكُمْ كُلَّ وَقْتٍ مُؤَاتٍ، لِأَنَّ ٱلْأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ». (اف ٥:١٥، ١٦) فَٱلشَّرُّ ٱلْيَوْمَ مُتَفَشٍّ إِلَى حَدٍّ غَيْرِ مَسْبُوقٍ فِي ٱلتَّارِيخِ. وَقَدِ ٱبْتَكَرَ ٱلشَّيْطَانُ وَسَائِلَ كَثِيرَةً لِمَنْعِ ٱلنَّاسِ مِنْ فِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَه، أَوْ لِتَلْهِيَتِهِمْ فَحَسْبُ. لكِنَّنَا كَخُدَّامٍ لِلهِ نَعِي ذلِكَ، وَلَا نُرِيدُ أَنْ نَدَعَ شَيْئًا يُزَعْزِعُ وَلَاءَنَا لَهُ. كَمَا أَنَّنَا نَعْلَمُ مَا سَيَحْدُثُ عَمَّا قَرِيبٍ، وَنَضَعُ كُلَّ ثِقَتِنَا فِي يَهْوَه وَمَقَاصِدِهِ. — اِقْرَأْ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.
١٧ صِفُوا رَدَّ فِعْلِ ٱلنَّاجِينَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ حِينَ تَحْصُلُ ٱلْقِيَامَةُ.
١٧ سَيَرَى ٱلنَّاجُونَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ إِتْمَامَ وَعْدِ ٱللهِ ٱلرَّائِعِ بِإِحْيَاءِ ٱلْأَمْوَاتِ، لِأَنَّهُ «سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ». (اع ٢٤:١٥) هَلْ لَاحَظْتَ مَا أَوْضَحَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟ إِنَّ ٱلْوَعْدَ بِٱلْقِيَامَةِ لَا شَكَّ فِيهِ لِأَنَّ يَهْوَه قَطَعَهُ. فَهُوَ يَعِدُ فِي إِشَعْيَا ٢٦:١٩: «تَحْيَا أَمْوَاتُكَ. . . . اِسْتَيْقِظُوا وَهَلِّلُوا يَا سُكَّانَ ٱلتُّرَابِ! . . . اَلْأَرْضُ تَلِدُ ٱلْهَامِدِينَ هُمُودَ ٱلْمَوْتِ». لَقَدْ كَانَ لِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِتْمَامٌ أَوَّلِيٌّ عِنْدَمَا رَدَّ ٱللهُ شَعْبَهُ ٱلْقَدِيمَ إِلَى أَرْضِهِمْ، وَهذَا يُعَزِّزُ ثِقَتَنَا بِإِتْمَامِهَا ٱلْحَرْفِيِّ ٱلْمُقْبِلِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. وَمَا أَعْظَمَ ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي سَيَغْمُرُ ٱلْجَمِيعَ حِينَ يَجْتَمِعُ شَمْلُ ٱلْمُقَامِينَ وَأَحِبَّائِهِمْ! حَقًّا، إِنَّ نِهَايَةَ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ قَرِيبَةٌ، وَعَالَمُ ٱللهِ ٱلْجَدِيدُ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ. فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ!
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• مَاذَا كَانَ مِحْوَرُ كِرَازَةِ يَسُوعَ؟
• مَا مَدَى ٱنْتِشَارِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ؟
• لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ؟
• كَيْفَ يُشَجِّعُكُمْ شَخْصِيًّا ٱلْوَعْدُ ٱلْمَذْكُورُ فِي أَعْمَال ٢٤:١٥؟
[اسئلة الدرس]
[الاطار/الصورة في الصفحتين ١٦، ١٧]
بِدَايَةُ عَصْرِ ٱلِٱضْطِرَابِ
عَصْرُ ٱلِٱضْطِرَابِ: مُغَامَرَاتٌ فِي عَالَمٍ جَدِيدٍ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) هُوَ عُنْوَانُ كِتَابٍ صَدَرَ عَامَ ٢٠٠٧ لِلْكَاتِبِ آلن ڠرينسپان. وَقَدْ كَانَ ٱلْكَاتِبُ طِيلَةَ ٢٠ سَنَةً رَئِيسَ مَكْتَبِ ٱلِٱحْتِيَاطِيِّ ٱلْفِدِرَالِيِّ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلَّذِي يُشْرِفُ عَلَى كَامِلِ ٱلنِّظَامِ ٱلْمَصْرِفِيِّ ٱلْمَرْكَزِيِّ فِي ٱلْبَلَدِ. وَفِي هذَا ٱلْكِتَابِ يُبْرِزُ ڠرينسپان ٱلتَّبَايُنَ ٱلْوَاضِحَ بَيْنَ أَحْوَالِ ٱلْعَالَمِ قَبْلَ عَامِ ١٩١٤ وَبَعْدَهُ. فَقَدْ قَالَ:
«يُسْتَدَلُّ مِنْ كُلِّ ٱلتَّقَارِيرِ ٱلْوَارِدَةِ مِنَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ عَامَ ١٩١٤ أَنَّ ٱلْعَالَمَ قَبْلَ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ كَانَ يَرْتَقِي أَخْلَاقِيًّا وَحَضَارِيًّا بِخُطًى لَا تَرَاجُعَ فِيهَا. لَقَدْ بَدَا أَنَّ ٱلْمُجْتَمَعَ ٱلْبَشَرِيَّ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْكَمَالِ. فَكَانَ ٱلْقَرْنُ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ قَدْ شَهِدَ نِهَايَةَ تِجَارَةِ ٱلرَّقِيقِ ٱلْفَظِيعَةِ. وَخَفَّتْ حِدَّةُ ٱلْعُنْفِ ٱلْوَحْشِيِّ. . . . وَتَسَارَعَتْ وَتِيرَةُ ٱلِٱخْتِرَاعَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةِ طِيلَةَ ذلِكَ ٱلْقَرْنِ، فَظَهَرَتِ ٱلسِّكَكُ ٱلْحَدِيدِيَّةُ وَٱلْهَاتِفُ وَٱلْإِنَارَةُ ٱلْكَهْرَبَائِيَّةُ وَٱلسِّينَمَا وَٱلسَّيَّارَةُ وَعَدَدٌ لَا يُحْصَى مِنْ وَسَائِلِ ٱلرَّاحَةِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ. كَمَا سَاهَمَ ٱلطِّبُّ وَتَحَسُّنُ مُسْتَوَى ٱلتَّغْذِيَةِ وَتَوْزِيعُ مِيَاهِ ٱلشُّرْبِ عَلَى ٱلْعُمُومِ فِي زِيَادَةِ ٱلْعُمْرِ ٱلْمُتَوَقَّعِ لِلْإِنْسَانِ . . . لَقَدْ شَعَرَ ٱلْجَمِيعُ بِأَنَّ هذَا ٱلتَّقَدُّمَ سَيَسْتَمِرُّ دُونَ تَرَاجُعٍ». لكِنَّ هذِهِ ٱلْآمَالَ نُسِفَتْ فَجْأَةً. وَعَنْ ذلِكَ يَقُولُ ٱلْكَاتِبُ:
«كَانَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى أَشَدَّ تَدْمِيرًا أَخْلَاقِيًّا وَحَضَارِيًّا مِنَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ ٱلَّتِي فَاقَتْ سَابِقَتَهَا بِأَشْوَاطٍ مِنْ حَيْثُ ٱلْخَسَائِرُ ٱلْبَشَرِيَّةُ وَٱلْمَادِّيَّةُ، وَذلِكَ لِأَنَّ ٱلْأُولَى قَضَتْ عَلَى ٱلْحُلْمِ. فَمِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ نِسْيَانُ نَظْرَةِ ٱلنَّاسِ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي سَبَقَتِ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأُولَى، حِينَ بَدَا أَنَّ مُسْتَقْبَلَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ لَا يَعُوقُهُ عَائِقٌ وَلَا تَحُدُّهُ حُدُودٌ. أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَتَخْتَلِفُ رُؤْيَتُنَا ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةُ ٱخْتِلَافًا شَاسِعًا عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ مُنْذُ قَرْنٍ، لكِنَّهَا أَكْثَرُ وَاقِعِيَّةً. وَٱلسُّؤَالُ هُوَ: هَلْ يُغَيِّرُ ٱلْإِرْهَابُ أَوِ ٱلدِّفْءُ ٱلْعَالَمِيُّ أَوِ ٱنْبِعَاثُ ٱلْحَرَكَاتِ ٱلْمُؤَيِّدَةِ لِحُقُوقِ ٱلشَّعْبِ مَعَالِمَ عَصْرِنَا ٱلْحَالِيِّ، عَصْرِ ٱلْعَوْلَمَةِ ٱلَّتِي تُسَاهِمُ فِي تَقَدُّمِ ٱلْإِنْسَانِ، كَمَا فَعَلَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى بِٱلْعَصْرِ ٱلَّذِي سَبَقَهَا؟ لَا أَحَدَ لَدَيْهَ ٱلْجَوَابُ ٱلْيَقِينُ».
وَيَسْتَرْجِعُ ڠرينسپان مِنْ سَنَوَاتِ دِرَاسَتِهِ قَوْلًا لِأُسْتَاذِ ٱلِٱقْتِصَادِ بنجامن أندرسن (١٨٨٦-١٩٤٩): «إِنَّ ٱلَّذِينَ كَانُوا بِعُمْرٍ يَسْمَحُ لَهُمْ أَنْ يَتَذَكَّرُوا وَيَعُوا مَا كَانَ عَلَيْهِ ٱلْعَالَمُ قَبْلَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلْمَاضِي بِحَنِينٍ كَبِيرٍ. فَقَدْ وَلَّى شُعُورُهُمْ بِٱلْأَمَانِ إِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ». — علم الاقتصاد والمصلحة العامة (بالانكليزية).
إِنَّ هذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجَ يَتَوَافَقُ مَعَ مَا خَلَصَ إِلَيْهِ ج. ج. ماير فِي كِتَابِهِ عَالَمٌ مُدَمَّرٌ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) ٱلصَّادِرِ عَامَ ٢٠٠٦، حَيْثُ يَقُولُ: «غَالِبًا مَا يُقَالُ عَنِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ إِنَّهَا ‹غَيَّرَتْ كُلَّ شَيْءٍ›. وَيَصِحُّ ذلِكَ خُصُوصًا فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْكُبْرَى [١٩١٤-١٩١٨]. فَقَدْ غَيَّرَتْ تِلْكَ ٱلْحَرْبُ فِعْلًا كُلَّ شَيْءٍ: لَا مُجَرَّدَ ٱلْحُدُودِ وَٱلْحُكُومَاتِ وَمَصِيرِ ٱلشُّعُوبِ، بَلْ أَيْضًا نَظْرَةَ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَإِلَى أَنْفُسِهِمْ. إِنَّهَا أَشْبَهُ بِفَجْوَةٍ فِي ٱلزَّمَنِ، نُقْطَةٍ فَقَدَ بَعْدَهَا ٱلْعَالَمُ نِهَائِيًّا كُلَّ صِلَةٍ بِمَا سَبَقَ».
[الصورة في الصفحة ١٨]
سَيُطْلِقُ يَهْوَه فِي هَرْمَجِدُّونَ أَجْنَادَ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأَقْوِيَاءَ لِتَنْفِيذِ ٱلدَّيْنُونَةِ