حاجات العائلة | تربية الاولاد
عندما يكذب ولدك
التحدي
يلعب ابنك البالغ من العمر خمس سنوات في الغرفة المجاورة. * فجأة تسمعين صوت تحطُّم، فتركضين اليه وتجدينه واقفا قرب مزهرية خزفية مهشَّمة. فيبلع ريقه وتبدو علامات الذنب على وجهه.
فتسألينه بلهجة حازمة: «هل كسرت المزهرية؟».
فيجيبك بسرعة: «كلا ماما لم افعل».
ليست هذه المرة الاولى التي تضبط فيها هذه الوالدة ابنها الصغير وهو يكذب. فهل من داع للقلق؟
معلومات هامة
الكذب على اشكاله سيِّئ. يخبرنا الكتاب المقدس ان يهوه الله يكره ‹لسان الزور›. (امثال ٦:
لكنَّ بعض الاكاذيب اسوأ من غيرها. هناك اكاذيب خبيثة يُقصَد بها ايذاء شخص آخر. وهناك اكاذيب هي ابنة ساعتها يتفوه بها الشخص تفاديا للاحراج او العقاب. (تكوين ١٨:
لا تؤجِّل معالجة المشكلة. يقول الدكتور دايفيد ولش: «من المهم ان يتعلَّم الولد قول الحقيقة، خاصة حين يستصعب ذلك. فالثقة هي اساس العلاقات، والكذب يزعزع هذه الثقة». *
هدِّئ من روعك. صحيح ان ابنك يكذب، ولكن لا يعني ذلك انه سيصبح شخصا فالتا. تذكَّر كلمات الكتاب المقدس: «الحماقة مرتبطة بقلب الصبي». (امثال ٢٢:١٥) ويعرب بعض الاولاد عن حماقة كهذه حين يكذبون. فلعلهم يظنون ان الكذب وسيلة سهلة للتملص من العقاب. لذلك من الضروري ان يكون رد فعلك مدروسا.
اقتراحات عملية
حاوِل ان تعرف لمَ يكذب ولدك. هل يخاف العقاب؟ هل يتجنَّب تخييب املك؟ وفي حال اختلق قصصا ليبهر رفاقه، هل السبب انه لا يعرف اين ينتهي الواقع وأين يبدأ الخيال؟ فإذا عرفت لمَ يكذب، يسهل عليك عندئذ اصلاح سلوكه. — مبدأ الكتاب المقدس: ١ كورنثوس ١٣:١١.
تجنَّب في بعض الحالات طرح الاسئلة. ادركت الوالدة في السيناريو في مستهل المقالة حقيقة ما حصل. مع ذلك، سألت ابنها بلهجة حازمة: «هل كسرت المزهرية؟». فما كان من الولد الا ان كذب، ربما خوفا من غضب امه. ولكن ماذا لو تجنَّبت طرح سؤال اتهامي، وقالت بكل بساطة: «آه، لقد كسرت المزهرية»؟ فهي عندئذ لا تغري ابنها بالكذب، بل تساعده ان يعتاد قول الحقيقة. — مبدأ الكتاب المقدس: كولوسي ٣:٩.
امدحه على صدقه. يرغب الاولاد بطبيعتهم ان يرضوا والديهم. فاستغل هذا الميل لصالحك. وأظهر لولدك ان الصدق فضيلة مهمة في نظر عائلتك، وأنك بالتالي تتوقَّع منه قول الحقيقة. — مبدأ الكتاب المقدس: عبرانيين ١٣:١٨.
اوضح له ان الكذب يقوِّض الثقة وأن استعادتها تستغرق وقتا طويلا. عزِّز السلوك الجيد بمدحه كلما قال الحقيقة. فقُل له مثلا: «يفرحني انك صادق».
ارسم المثال. هل تتوقَّع ان يصدُق ولدك اذا سمعك انت تكذب على الآخرين؟ كيف يتأثر برأيك اذا طلبت منه ان يقول انك خارج المنزل لتتجنَّب التحدث الى شخص على الهاتف؟ او ماذا يتعلَّم اذا تغيَّبت عن العمل بداعي المرض، لكنك في الحقيقة ترغب في الاسترخاء في المنزل؟ — مبدأ الكتاب المقدس: يعقوب ٣:١٧.
استعِن بالكتاب المقدس. فمبادئه وقصصه الواقعية تشجِّع على الصدق. وكتاب استمع الى المعلّم الكبير، اصدار شهود يهوه، يساعدك ان تغرس المبادئ الالهية في ولدك. فالفصل ٢٢ مثلا يحمل العنوان: «لماذا لا يجب ان نكذب». (اقرأ مقتطفا منه في الاطار: « خير مساعد لولدك».)
^ الفقرة 4 بغية التبسيط، سنشير الى الطفل بصيغة المذكر، غير ان المبادئ تنطبق على كلا الجنسين.
^ الفقرة 11 الكتاب: No: Why Kids