الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل السادس

ساعدوا ولدكم المراهق ان يترعرع وينجح

ساعدوا ولدكم المراهق ان يترعرع وينجح

١،‏ ٢ اية تحديات وأية افراح يمكن ان تجلبها سنوات المراهقة؟‏

ان وجود مراهق في البيت يختلف كثيرا عن وجود ولد عمره خمس سنين او حتى عشر سنين.‏ فسنوات المراهقة تجلب تحدياتها ومشاكلها الخاصة،‏ ولكن يمكن ايضا ان تجلب الافراح والمكافآت.‏ وتُظهر امثلة كيوسف،‏ داود،‏ يوشيا،‏ وتيموثاوس ان الاحداث يمكن ان يتحملوا المسؤولية ويملكوا علاقة رائعة بيهوه.‏ (‏تكوين ٣٧:‏​٢-‏١١؛‏ ١ صموئيل ١٦:‏​١١-‏١٣؛‏ ٢ ملوك ٢٢:‏​٣-‏٧؛‏ اعمال ١٦:‏​١،‏ ٢‏)‏ وهذا ما يبرهنه احداث كثيرون اليوم.‏ وأنتم على الارجح تعرفون بعضهم.‏

٢ ومع ذلك،‏ فبالنسبة الى البعض تكون سنوات المراهقة مضطربة.‏ فالمراهقون يختبرون تقلبات عاطفية.‏ وقد يرغب المراهقون والمراهقات في المزيد من الاستقلال،‏ ويستاؤون من القيود التي يضعها عليهم والدوهم.‏ ولكنَّ مثل هؤلاء الاحداث لا يزالون عديمي الخبرة وبحاجة الى المساعدة الصبورة والحبية من والديهم.‏ اجل،‏ يمكن ان تكون سنوات المراهقة مثيرة،‏ ولكن يمكن ايضا ان تكون مربكة —‏ للوالدين والمراهقين على السواء.‏ فكيف يمكن مساعدة الاحداث خلال هذه السنوات؟‏

٣ بأية طريقة يمكن للوالدين ان يتيحوا لاولادهم المراهقين فرصة رائعة في الحياة؟‏

٣ يتيح الوالدون الذين يتبعون مشورة الكتاب المقدس لاولادهم المراهقين افضل فرصة ممكنة لكي يجتازوا هذه المحن بنجاح ويصيروا راشدين يتحملون المسؤولية.‏ وفي جميع البلدان وخلال كل الازمنة بورك بالنجاح الوالدون والمراهقون الذين طبقوا مبادئ الكتاب المقدس معا.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١‏.‏

الاتصال الصادق والصريح

٤ لماذا المحادثة الحميمة مهمَّة خصوصا خلال سنوات المراهقة؟‏

٤ يقول الكتاب المقدس:‏ «مقاصد بغير (‏محادثة حميمة)‏ تبطل.‏» (‏امثال ١٥:‏٢٢‏)‏ فإذا كانت المحادثة الحميمة ضرورية عندما يكون الاولاد اصغر سنا،‏ فهي ضرورية خصوصا خلال سنوات المراهقة —‏ حين يقضي الاحداث على الارجح وقتا اقل في البيت ووقتا اكثر مع رفقاء المدرسة او العشراء الآخرين.‏ فإذا لم تكن هنالك محادثة حميمة —‏ لم يكن هنالك اتصال صادق وصريح بين الاولاد والوالدين —‏ يمكن ان يصير المراهقون غرباء في البيت.‏ فكيف يمكن ان تبقى خطوط الاتصال مفتوحة؟‏

٥ كيف يجري تشجيع المراهقين على النظر الى مسألة الاتصال بوالديهم؟‏

٥ يجب على المراهقين والوالدين على السواء ان يقوموا بدورهم في ذلك.‏ صحيح ان المراهقين قد يجدون التحدث الى والديهم اصعب مما عندما كانوا اصغر سنا.‏ ولكن تذكَّروا انه «حيث لا (‏توجيهٌ بمهارة)‏ يسقط الشعب.‏ أما الخلاص فبكثرة المشيرين.‏» (‏امثال ١١:‏١٤‏)‏ تنطبق هذه الكلمات على الجميع،‏ الصغار والكبار على السواء.‏ والمراهقون الذين يدركون ذلك يفهمون انهم لا يزالون بحاجة الى التوجيه بمهارة،‏ لأنهم يواجهون مسائل اكثر تعقيدا من قبل.‏ ويجب ان يدركوا ان والديهم المؤمنين مؤهلون جيدا كمشيرين لأنهم اكثر خبرة في الحياة وقد برهنوا على اهتمامهم الحبي طوال سنين عديدة.‏ لذلك فإن المراهقين الحكماء،‏ في هذه المرحلة من حياتهم،‏ لن يبتعدوا عن والديهم.‏

٦ ايّ موقف سيتخذه الوالدون الحكماء والمحبون في ما يتعلق بالاتصال بأولادهم المراهقين؟‏

٦ يعني الاتصال الصريح ان يبذل الوالد جهده ليكون متوافرا عندما يشعر المراهق بالحاجة الى التكلم.‏ فإذا كنتم والدا،‏ فتأكدوا ان يكون الاتصال مفتوحا من جهتكم على الاقل.‏ وربما لا يكون ذلك سهلا.‏ يقول الكتاب المقدس انه يوجد «للسكوت وقت وللتكلم وقت.‏» (‏جامعة ٣:‏٧‏)‏ وعندما يشعر ولدكم المراهق بأنه الوقت للتكلم،‏ قد يحين وقتكم لتلزموا الصمت.‏ وربما كنتم قد خصصتم هذا الوقت للدرس الشخصي،‏ الاسترخاء،‏ او العمل في البيت.‏ ومع ذلك،‏ اذا اراد ولدكم الحدث ان يكلمكم،‏ فحاولوا ان تعدِّلوا خططكم وتصغوا.‏ وإلا فقد لا يحاول ثانية.‏ تذكَّروا مثال يسوع.‏ ففي احدى المناسبات كان قد عيَّن وقتا للراحة.‏ ولكن عندما اتت الجموع من كل مكان لسماعه،‏ ارجأ الاستراحة وابتدأ يعلِّمهم.‏ (‏مرقس ٦:‏​٣٠-‏٣٤‏)‏ ويدرك معظم المراهقين ان حياة والديهم ملآنة بالعمل،‏ لكنهم يحتاجون الى الاطمئنان ان والديهم هم بقربهم عند الحاجة.‏ لذلك كونوا متوافرين ومتفهمين.‏

٧ ماذا يلزم ان يتجنبه الوالدون؟‏

٧ حاولوا ان تتذكروا كيف كانت الحالة عندما كنتم مراهقا،‏ ولا تفقدوا روح الفكاهة عندكم!‏ والوالدون يلزم ان يتمتعوا بوجودهم مع اولادهم.‏ فعندما يكون هنالك وقت فراغ،‏ كيف يقضيه الوالدون؟‏ اذا كانوا دائما يريدون ان يستخدموا وقت فراغهم في القيام بأمور لا تشمل عائلتهم،‏ فسرعان ما يلاحظ اولادهم المراهقون ذلك.‏ وإذا توصل المراهقون الى الاستنتاج ان رفقاء المدرسة يفكرون فيهم اكثر مما يفعل والدوهم،‏ فسيواجهون المشاكل حتما.‏

مجالات الاتصال

٨ كيف يمكن غرس التقدير للاستقامة،‏ العمل باجتهاد،‏ والسلوك اللائق في اذهان الاولاد؟‏

٨ اذا لم يكن الوالدون قد غرسوا في اولادهم حتى الآن تقديرا للاستقامة والعمل باجتهاد،‏ يجب عليهم بالتأكيد ان يفعلوا ذلك خلال سنوات المراهقة.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١١؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١٠‏)‏ ومن الحيوي ايضا ان يتأكدوا ان اولادهم يؤمنون من كل قلبهم بأهمية العيش حياة ادبية وطاهرة.‏ (‏امثال ٢٠:‏١١‏)‏ والوالد يتصل كثيرا في هذه المجالات بالمثال.‏ وكما ان الازواج غير المؤمنين قد «يُربحون بسيرة النساء بدون كلمة،‏» كذلك يمكن للمراهقين ان يتعلموا المبادئ الصائبة من خلال سلوك والديهم.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١‏)‏ ولكنَّ المثال بحد ذاته ليس كافيا ابدا،‏ لأن الاولاد معرَّضون ايضا لأمثلة رديئة عديدة ولفيض من الدعاية المغرية خارج البيت.‏ لذلك يلزم ان يعرف الوالدون المهتمون آراء اولادهم المراهقين في ما يرونه ويسمعونه،‏ وهذا يتطلب محادثة ذات معنى.‏ —‏ امثال ٢٠:‏٥‏.‏

٩،‏ ١٠ لماذا يجب ان يتأكد الوالدون من ارشاد اولادهم في المسائل الجنسية،‏ وكيف يمكنهم ذلك؟‏

٩ ويصح ذلك خصوصا في المسائل الجنسية.‏ فيا ايها الوالدون،‏ هل يربككم ان تناقشوا الجنس مع اولادكم؟‏ وحتى اذا كان الامر يربككم،‏ فابذلوا الجهد لفعل ذلك،‏ لأن احداثكم سيتعلمون بالتأكيد عن هذا الموضوع من شخص ما.‏ وإذا لم يتعلموه منكم،‏ فَمَن يعلم اية معلومات محرَّفة سيحصلون عليها؟‏ وفي الكتاب المقدس لا يحجم يهوه عن ذكر مسائل من طبيعة جنسية،‏ ولا يجب ان يحجم الوالدون ايضا.‏ —‏ امثال ٤:‏​١-‏٤؛‏ ٥:‏​١-‏٢١‏.‏

١٠ وما يدعو الى الشكر هو ان الكتاب المقدس يحتوي على ارشاد واضح في مجال السلوك الجنسي،‏ وقد نشرت جمعية برج المراقبة الكثير من المعلومات المساعدة التي تظهر ان هذا الارشاد لا يزال ينطبق في عصرنا.‏ فلمَ لا تستفيدون من هذه المساعدة؟‏ مثلا،‏ لمَ لا تراجعون مع ابنكم او ابنتكم الفصول الملائمة في الكتابين اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح؟‏ فالنتائج قد تدهشكم وتسرُّكم.‏

١١ ما هي الطريقة الاكثر فعَّالية ليعلِّم الوالدون اولادهم كيف يخدمون يهوه؟‏

١١ وما هو الموضوع الاهم الذي يجب ان يناقشه الوالدون والاولاد؟‏ اشار الرسول بولس اليه عندما كتب:‏ «ربوهم [اولادكم] بتأديب الرب وانذاره.‏» (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ يحتاج الاولاد ان يستمروا في التعلم عن يهوه.‏ ويحتاجون خصوصا ان يتعلموا ان يحبوه،‏ ويجب ان يرغبوا في خدمته.‏ وهنا ايضا يمكن تعليم الكثير بالمثال.‏ فإذا رأى المراهقون ان والديهم يحبون اللّٰه ‹من كل قلبهم ومن كل نفسهم ومن كل فكرهم› وأن ذلك ينتج ثمارا جيدة في حياة والديهم،‏ فقد يتأثرون ايجابيا ليفعلوا الامر نفسه.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧‏)‏ وبشكل مماثل،‏ اذا رأى الاحداث ان والديهم متزنون في نظرتهم الى الامور المادية،‏ واضعين ملكوت اللّٰه اولا،‏ فسيُساعَدون على تطوير الموقف العقلي نفسه.‏ —‏ جامعة ٧:‏١٢؛‏ متى ٦:‏​٣١-‏٣٣‏.‏

الدرس القانوني للكتاب المقدس ضروري للعائلة

١٢،‏ ١٣ اية نقاط يجب تذكرها ليكون الدرس العائلي ناجحا؟‏

١٢ والدرس العائلي الاسبوعي للكتاب المقدس مساعد بارز في ايصال القيم الروحية الى الاحداث.‏ (‏مزمور ١١٩:‏​٣٣،‏ ٣٤؛‏ امثال ٤:‏​٢٠-‏٢٣‏)‏ وإدارة درس كهذا قانونيا امر حيوي.‏ (‏مزمور ١:‏​١-‏٣‏)‏ وينبغي ان يدرك الوالدون وأولادهم ان برمجة النشاطات الاخرى يجب ان تتمحور حول الدرس العائلي لا العكس.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ فإن الموقف الصائب ضروري ليكون الدرس العائلي فعَّالا.‏ قال احد الآباء:‏ «يكمن السر في ان يعزِّز المدير في الدرس العائلي جوًّا من الارتياح ولكن متَّسما بالاحترام —‏ جوًّا غير رسمي ومع ذلك غير هزلي.‏ والاتزان المطلوب ربما لا يكون دائما سهل التحقيق،‏ والاحداث سيحتاجون تكرارا الى تعديل الموقف.‏ وإذا لم تسر الامور حسنا مرة او مرتين،‏ فثابروا وتطلعوا الى المرة التالية.‏» وهذا الأب نفسه قال انه في صلاته قبل كل درس كان يطلب بالتحديد مساعدة يهوه ان يتبنى جميع المشمولين وجهة النظر الصائبة.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٦٦‏.‏

١٣ وإدارة الدرس العائلي هي مسؤولية الوالدين المؤمنين.‏ صحيح ان بعض الوالدين ربما لا يكونون معلمين موهوبين،‏ وقد يصعب عليهم ان يجدوا طرائق لجعل الدرس العائلي ممتعا.‏ ولكن اذا كنتم تحبون اولادكم المراهقين «بالعمل والحق،‏» فسترغبون في مساعدتهم بتواضع وصدق على التقدم روحيا.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٨‏)‏ وقد يتذمرون من وقت الى آخر،‏ ولكنهم على الارجح سيشعرون باهتمامكم العميق بخيرهم.‏

١٤ كيف يمكن تطبيق تثنية ١١:‏​١٨،‏ ١٩ عند نقل الامور الروحية الى المراهقين؟‏

١٤ والدرس العائلي ليس المناسبة الوحيدة لنقل امور مهمة روحيا.‏ هل تذكرون وصية يهوه للوالدين؟‏ قال:‏ «ضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم واربطوها علامة على ايديكم ولتكن عصائب بين عيونكم.‏ وعلِّموها اولادكم متكلمين بها حين تجلسون في بيوتكم وحين تمشون في الطريق وحين تنامون وحين تقومون.‏» (‏تثنية ١١:‏​١٨،‏ ١٩‏؛‏ انظروا ايضا تثنية ٦:‏​٦،‏ ٧‏.‏)‏ لا يعني ذلك ان الوالدين يجب ان يكرزوا لاولادهم بشكل متواصل.‏ لكنَّ رأس العائلة المحب يجب ان يكون دائما متيقظا لاغتنام الفرص بغية بناء النظرة الروحية لعائلته.‏

التأديب والاحترام

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ ما هو التأديب؟‏ (‏ب)‏ مَن هو المسؤول عن منح التأديب،‏ وعلى مَن تُلقى مسؤولية الاصغاء اليه؟‏

١٥ التأديب هو التدريب الذي يقوِّم،‏ وهو يشمل الاتصال.‏ والتأديب يحمل فكرة التقويم اكثر من فكرة العقاب —‏ على الرغم من ان العقاب قد يكون ضروريا.‏ فقد احتاج اولادكم الى التأديب عندما كانوا اصغر سنا،‏ أما الآن وقد صاروا مراهقين فلا يزالون بحاجة الى شكل من اشكاله،‏ وربما اكثر ايضا.‏ والمراهقون الحكماء يعرفون ان هذا صحيح.‏

١٦ يقول الكتاب المقدس:‏ «الاحمق يستهين بتأديب ابيه.‏ أما مراعي التوبيخ فيذكى.‏» (‏امثال ١٥:‏٥‏)‏ نتعلم الكثير من هذه الآية.‏ فهي تدل ضمنا على منح التأديب.‏ فلا يمكن للمراهق ان ‹يراعي التوبيخ› إن لم يُوبَّخ.‏ ويهوه يلقي مسؤولية منح التأديب على عاتق الوالدين،‏ وخصوصا الاب.‏ لكنَّ مسؤولية الاصغاء الى هذا التأديب تُلقى على المراهق.‏ وهو،‏ اذا اصغى الى التأديب الحكيم لابيه وأمه،‏ سيتعلم اكثر ويرتكب اخطاء اقل.‏ (‏امثال ١:‏٨‏)‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «فقر وهوان لمن يرفض التأديب.‏ ومن يلاحظ التوبيخ يكرم.‏» —‏ امثال ١٣:‏١٨‏.‏

١٧ ايّ اتزان يلزم ان يهدف اليه الوالدون عند منح التأديب؟‏

١٧ وعند تأديب المراهقين يحتاج الوالدون الى الاتزان.‏ فلا يجب ان يكونوا قساة جدا بحيث يغيظون اولادهم،‏ ربما مدمِّرين ايضا ثقة اولادهم بنفسهم.‏ (‏كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ ومع ذلك لا يريد الوالدون ان يكونوا متساهلين جدا بحيث يخسر احداثهم التدريب الحيوي.‏ وتساهل كهذا يمكن ان يؤدي الى كارثة.‏ تقول الامثال ٢٩:‏١٧‏:‏ «ادِّب ابنك فيريحك ويعطي نفسك لذات.‏» لكنَّ العدد ٢١ يقول:‏ «من فنَّق عبده من حداثته ففي آخرته يصير منونا.‏» وعلى الرغم من ان هذا العدد يتكلم عن عبد،‏ فهو ينطبق ايضا على ايّ حدث في البيت.‏

١٨ على ايّ شيء يدل التأديب،‏ وماذا يتجنب الوالدون عندما يؤدبون بثبات؟‏

١٨ حقا،‏ ان التأديب اللائق برهان على محبة الوالد لولده.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏​٦،‏١١‏)‏ وإذا كنتم والدا،‏ فإنكم تعرفون انه من الصعب المحافظة على تأديب متعقل وثابت.‏ وحرصا على السلام،‏ قد يبدو اسهل السماح لمراهق عنيد بأن يفعل ما يريد.‏ ولكن في النهاية سيحصد الوالد الذي يتبع هذا المسلك الاخير بيتا تتعذر السيطرة عليه.‏ —‏ امثال ٢٩:‏١٥؛‏ غلاطية ٦:‏٩‏.‏

اعملوا والعبوا

١٩،‏ ٢٠ كيف يمكن للوالدين ان يعالجوا بحكمة مسألة استجمام مراهقيهم؟‏

١٩ في الازمنة الباكرة كان من المتوقع عادة ان يقدِّم الاولاد المساعدة في البيت او في المزرعة.‏ اما اليوم فلدى مراهقين عديدين الكثير من وقت الفراغ دون رقيب.‏ ولكي يملأوا هذا الوقت يزوِّد العالم التجاري فيضا من الوسائل لملء وقت الفراغ.‏ أَضيفوا الى ذلك واقع ان العالم قلما يقيم وزنا لمقاييس الكتاب المقدس للآداب،‏ فتحصلوا على مكوِّنات كارثة محتملة.‏

٢٠ لذلك يحتفظ الوالد الفطن بحق اتخاذ القرارات النهائية في ما يتعلق بالاستجمام.‏ ولكن لا تنسوا ان المراهق هو في طور النمو.‏ وكلَّ سنة يرجو على الارجح ان يُعامل كراشد.‏ وهكذا من الحكمة ان يسمح الوالد بمزيد من الحرية في اختيار الاستجمام فيما يكبر المراهق —‏ ما دامت هذه الاختيارات تعكس التقدم نحو النضج الروحي.‏ وقد تكون اختيارات المراهق احيانا غير حكيمة في الموسيقى،‏ العشراء،‏ وهلم جرا.‏ وعندما يحدث ذلك،‏ يجب مناقشة الامر مع المراهق بغية القيام باختيارات افضل في المستقبل.‏

٢١ كيف سيعمل التعقل في مقدار الوقت المصروف في الاستجمام على حماية المراهق؟‏

٢١ وكم من الوقت يجب تخصيصه للاستجمام؟‏ في بعض البلدان يُحمل المراهقون على الاعتقاد ان لهم الحق في التسلية المتواصلة.‏ ولذلك قد يضع المراهق برنامجه بحيث ينتقل من تسلية الى اخرى.‏ ومن مسؤولية الوالدين ان يعلِّموهم انه يجب قضاء الوقت في امور اخرى ايضا،‏ كالدرس الشخصي والعائلي،‏ معاشرة الاشخاص الناضجين روحيا،‏ الاجتماعات المسيحية،‏ والمهمات المنزلية.‏ وسيمنع ذلك ‹لذَّات الحياة› من خنق كلمة اللّٰه.‏ —‏ لوقا ٨:‏​١١-‏١٥‏.‏

٢٢ مع ماذا يجب ان يتوازن الاستجمام في حياة المراهق؟‏

٢٢ قال الملك سليمان:‏ «عرفت انه ليس لهم خير الا ان يفرحوا ويفعلوا خيرا في حياتهم.‏ وأيضا ان يأكل كل انسان ويشرب ويرى خيرا من كل تعبه فهو عطية اللّٰه.‏» (‏جامعة ٣:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ اجل،‏ الفرح هو جزء من حياة متزنة.‏ وكذلك ايضا العمل باجتهاد.‏ وكثيرون من المراهقين اليوم لا يعرفون الاكتفاء الناجم عن العمل باجتهاد او الشعور باحترام الذات الناجم عن معالجة مشكلة وحلها.‏ والبعض لم تُتَح لهم فرصة تطوير مهارة او مهنة يعولون بها انفسهم في الحياة لاحقا.‏ هنا يكمن التحدي الحقيقي للوالد.‏ فهل تتأكدون ان حدثكم لديه فرص كهذه؟‏ فإذا تمكنتم من النجاح في تعليم ولدكم المراهق قيمة العمل باجتهاد والتمتع به،‏ فسيطور نظرة سليمة تجلب الفوائد مدى الحياة.‏

من مراهق الى راشد

عبِّروا عن المحبة والتقدير لاولادكم

٢٣ كيف يمكن للوالدين ان يشجعوا اولادهم المراهقين؟‏

٢٣ وحتى عندما تواجهون المشاكل مع ولدكم المراهق،‏ تبقى الآية صحيحة:‏ «المحبة لا تسقط ابدا.‏» (‏١ كورنثوس ١٣:‏٨‏)‏ فلا تحجموا ابدا عن اظهار المحبة التي تشعرون بها دون شك.‏ اسألوا نفسكم،‏ ‹هل امدح كل ولد على نجاحاته في معالجة المشاكل او التغلب على العقبات؟‏ هل انتهز الفرص للتعبير عن محبتي وتقديري لاولادي قبل فوات هذه الفرص؟‏› على الرغم من انه قد يوجد احيانا سوء فهم،‏ فإذا تيقن المراهقون محبتكم لهم فسيبادلونكم على الارجح هذه المحبة.‏

٢٤ ايّ مبدإ للاسفار المقدسة يصح كقاعدة عامة في تربية الاولاد،‏ ولكن ماذا يجب تذكره؟‏

٢٤ طبعا،‏ إذ ينمو الاولاد الى سن الرشد،‏ سيتخذون هم انفسهم اخيرا قرارات مهمة جدا.‏ وفي بعض الحالات ربما لا يحب الوالدون هذه القرارات.‏ فماذا اذا قرر الولد ألا يستمر في خدمة يهوه اللّٰه؟‏ قد يحدث ذلك.‏ وحتى بعض ابناء يهوه الروحانيين رفضوا مشورته وصاروا متمردين.‏ (‏تكوين ٦:‏٢؛‏ يهوذا ٦‏)‏ والاولاد ليسوا اجهزة كمپيوتر يمكن برمجتها لتعمل كما نريد.‏ انهم مخلوقات بإرادة حرة،‏ مسؤولون امام يهوه عن القرارات التي يتخذونها.‏ ومع ذلك،‏ تصح الامثال ٢٢:‏٦ كقاعدة عامة:‏ «ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه.‏»‏

٢٥ ما هي ابدع طريقة ليظهر الوالدون الشكر ليهوه على امتياز الابوة؟‏

٢٥ لذلك كونوا اسخياء في اظهار المحبة لاولادكم.‏ ابذلوا جهدكم لاتِّباع مبادئ الكتاب المقدس في تربيتهم.‏ ارسموا مثالا حسنا للسلوك التقوي.‏ وهكذا تمنحون اولادكم افضل فرصة ليكبروا ويصيروا راشدين يخافون اللّٰه ويتحملون المسؤولية.‏ هذه هي ابدع طريقة ليظهر الوالدون الشكر ليهوه على امتياز الابوَّة.‏